وقع التنظيم الإرهابي الجديد الذي يسمي نفسه ”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، أول هجوم دموي بعد أيام من إعلان تحالفه ضمن أربعة تنظيمات إرهابية، حيث تبنى عملية مقتل 11 جنديا بالقرب من حدود مالي مع بوركينا فاسو. وأعلنت تنظيمات إرهابية اندماجها تحت اسم ”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” عبر شريط فيديو بث بداية الشهر الحالي، ويظهر في الشريط خمسة من قادة الإرهاب يجلسون معا بقيادة إياد إلى من منظمة ”أنصار الدين”. ونقلت وكالة أنباء في مالي عن متحدث باسم التنظيم الإرهابي ”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” تبني الجماعة مسؤولية الهجوم على قاعدة عسكرية في قرية بوليكيسى في 5 مارس، وهي العملية الأولى للتحالف. وأشار المتحدث أيضا إلى استيلاء الإرهابيين على عتاد عسكري وتدمير آليات في القاعدة، وكشف عن إصابة اثنين من الإرهابيين بجروح. وإلى جانب ”أنصار الدين”، يضم التحالف تنظيم ”المرابطون” بقيادة الإرهابي مختار بلمختار، و”كتائب ماسينا” التي تنشط في وسط مالي. ولهذه المجموعات روابط مع القاعدة وبعضها شارك في عمليات القتل الإرهابية التي أدت إلى سقوط شمال مالي بأيدي الإرهابيين عام 2012، قبل أن يتم طردهم بواسطة تحالف عسكري دولي تقوده فرنسا. ورغم ذلك، فإن مناطق واسعة في شمال ووسط مالي لا تزال تتعرض لعمليات من جانب الإرهابيين. وترى الدول التي تقاتل التنظيمات الإرهابية أن هذه المنطقة يمكن أن تشكل تهديدا كبيرا في حال تحولها منطلقا لشن هجمات ضد بلدان أخرى مجاورة. وكان مصدر أمني في مالي قد حمل جماعة ”أنصار الإسلام” مسؤولية الهجوم، وهي منظمة يقودها الإرهابي مالام إبراهيم ديكو من بوركينا فاسو، الذى يقول المراقبون أنه يسعى لتأسيس ”مملكة” إسلامية في المنطقة. ومع أن التنظيم الإرهابي الجديد قد يشكل تهديدا مباشرا للجزائر باعتباره ينشط على مقربة من الحدود مع النيجرومالي، إلا أن المستشار لدى رئاسة الجمهورية كمال رزاق بارة يؤكد أن ”محاولة توحيد بعض الجماعات الإرهابية مؤخرا بهدف العودة إلى الفوضى في مالي لن تتجسد”. وتابع في حوار مع الإذاعة الجزائرية أن بعض هذه البلدان المجاورة ”غير مستقرة بسبب الجماعات الإرهابية التي تستعمل النزاعات الداخلية لتوسيع سيطرتها”. وأشار رزاق بارة إلى أنه في مالي ”الأمور تتقدم بشكل صحيح بعد اتفاق السلم الموقع بالجزائر”، موضحا أن ”اللجان الإدارية المشتركة بصدد التنصيب على مستوى المناطق في شمال مالي”. وتأسف قائلا ”نعلم أنه بالرغم من التعبئة الكبيرة لدولة مالي والجزائر والمجتمع الدولي تحاول الجماعات الإرهابية عرقلة مسار السلم هذا”.