أجرى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي، اتصالا هاتفيا مع الوزير الأول عبد المالك سلال، لاحتواء أزمة تصريحات أطلقها حاكم الشارقة، قبل أيام حول تاريخ الجزائر وخلفت غضبا في البلاد. وكان حاكم الشارقة، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، صرح الأحد الماضي، بأن الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول (1890-1970) قرر منح الاستقلال للجزائر، في 1962، لإرضاء الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر (1918-1970)، وسادت موجة غضب بالجزائر خلال الأيام الماضية، على إثرها. ونقلت وكالة أنباء الإمارات، مساء الأربعاء، أن الشيخ منصور أجرى اتصالا هاتفيا مع سلال ”أشاد فيه بمتانة العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين الشقيقين، الإمارات والجمهورية الجزائرية”. وأضافت: ”كما نوه بدور الجزائر الرائد على الصعيدين العربي والدولي”، مستذكرا ”النضال البطولي والمقاومة الأسطورية للشعب الجزائري الشقيق والتي توجت بنيل الاستقلال التام من نير الاستعمار، بعد نضال طويل مشهود قدّم خلاله مليوني ونصف المليون شهيد”. وتابع ”كان لهذا الإنجاز الكبير الدور الجوهري في إنهاء الاستعمار في عدة دول”. ونوه ب”القيادات التاريخية التي قادت نضال الشعب الجزائري حتى تحرير البلاد”. كما نقلت الوكالة الإماراتية الرسمية عن حاكم الشارقة اعتذاره عما خلفته تصريحاته بالقول: ”إذا كان إخوتنا في الجزائر اعتبروا ذلك إجحافاً بحقهم، فأنا أعتذر عن ذلك، ولهم كل الود والاحترام”. وأوضح: ”أنا لست جاهلا في التاريخ وأعرف تاريخ الجزائر جيدا، وكل ما ذكرته في معرض لندن للكتاب (مكان الإدلاء بتصريحاته الأولى) كان في معرض الحديث عن الود الذي كان بين ديغول ومورنو وزير ثقافته وكيف أنه كان يؤثر عليه كثيرا، وربما فُهم حديثي بشكل خاطئ، بسبب الاختصار المخلّ”. كما وصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي بأنها أحد أهم فصول التحرر الوطني، مؤكدا أنه ”لا يجوز التشكيك في حب الإمارات للجزائر ولثورتها وتضحياتها”. وقد تسببت هذه التصريحات الصادرة عن حاكم الشارقة في موجة من الغضب والإستياء داخل الجزائر، من قبل كل الجزائريين خاصة نواب البرلمان الذين انتفضوا لنصرة تاريخ البلاد، وحتى النشطاء المعارضين المقيمين في الخارج أطلقوا وابلا من القدائف الصاروخية، الذين اتهموه بالتجرأ على الاستهانة بتاريخ الجزائر. وقد كان لهذه الهبة الشعبية والسياسية فضل كبير في اعتذار المسؤول الإماراتي للجزائريين، أياما قليلة بعد تصريحه الخطير، في وقت بدأت أبواق كثيرة تتحدث عن نشوب أزمة دبلوماسية بين الجزائروالإمارات، غير أن تهافت مسؤولي الإمارات على الاعتذار والإشادة بتاريخ الجزائر، احتوى تلك الأزمة الدبلوماسية، والتي أن اندلعت فلن تهدا خاصة وأن المساس بتاريخ الجزائر يعتبر خطا أحمرا بالنسبة لكل الجزائريين.