ألقت تصريحات حاكم الشارقة، بخصوص استقلال الجزائر بظلالها على الساحة، وطالب مثقفون وإعلاميون ونواب في المجلس الشعبي الوطني من وزارة الشؤون الخارجية، الرد سريعا على تصريحات هذا الأخير وإعادة الاعتبار للشهداء. وبعثت النائب عن تكتل الجزائر الخضراء، سميرة ضوايفية، أمس، بسؤال كتابي لوزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، تطالبه فيه بالرد سريعا على تصريحات حاكم الشارقة، لإعادة الكرامة للشعب والشهداء الجزائريين، حتى ولو كلف الأمر قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قائلة إن تصريحاته تجاوزت كل الأعراف الدبلوماسية والإنسانية، خاصة وأنه تصريح رسمي جاء في ندوة صحفية ولن يقبل الشعب الجزائري بأقل من اعتذار رسمي، فالسكوت على هذه الإهانة تعتبر سابقة خطيرة لم ولن يقبلها الشعب الجزائري، قائلة " أين الدبلوماسية الجزائرية من هاته التصريحات التي تمس برموز السيادة الوطنية ". وقالت سميرة ضوايفية، في سؤالها الكتابي، إن هذه التصريحات جاءت في يوم احتفال الجزائر بيوم النصر، ما شكل طعنة و إهانة إلى الجزائر دولة وشعبا وحكومة، مؤكدة أن الجزائر نالت استقلالها بتضحيات شعب فريد لم يشهد العالم له مثيل من قبل ولا من بعد، تضحيات أكثر من قرن و ثلاثة عقود مقاومة ورفض الخضوع للقوى الاستدمارية، فالجزائر كانت ولا تزال قبلة الثوار والأحرار في كل العالم والثورة الجزائرية ستبقى نموذجا خالدا في تاريخ البشرية. وأكدت أن هذه التصريحات تعتبر استخفاف بتضحيات شعب بأسره، ونكران مخزي لدماء ملايين الشهداء، مشيرة إلى أن هذه التصريحات قد حطت من قيمة الجزائر وتاريخه الناصع. يحدث هذا في وقت امتنع وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش عن تقديم اعتذار رسمي للجزائر حول التصريحات المستفزة التي أدلى بها حاكم الشارقة حول استقلال الجزائر. وقال، امس، في أول تعليق رسمي له على الضجة التي فجرتها تصريحات حاكم الشارقة، إنه لا يجوز التشكيك بحب الإمارات للجزائر ولثورتها وتضحياته. وقال قرقاش في تغريدات على تويتر "لا يجوز التشكيك بحب الإمارات للجزائر ولثورتها وتضحياتها والبعد الذي تطرق له الشيخ سلطان القاسمي أحد جوانب صراع قاده شعبه ملحميا بتضحياته" وأضاف أن" الاستقلال الجزائري وليد تضحيات الشعب ومقاومته عبر ثورة تاريخية كبرى والأدوار الإقليمية والدولية جزء مساند من المشهد وقارئ التاريخ يدرك ذلك". وأكد قرقاش أن " الثورة الجزائرية أحد أهم فصول التحرر الوطني وعلامة فارقة في تفكيك عصر الاستعمار الأوروبي والتضحية الأسطورية للشعب مكنت الحرية والاستقلال" وأوضح الوزير الإماراتي أن " ثورة الجزائر تتجاوز في بعدها الإطار العربي لتكون معبرا عن مرحلة التحرر الوطني في التاريخ الإنساني، التضحية بالنفس و النفيس حققت الإنجاز". وكان حاكم إمارة الشارقة سلطان بن محمد القاسمي، قد زعم أن الرئيس الفرنسي السابق شارل ديغول منح الجزائر استقلالها إرضاءًا للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حتى يكسب ود العرب.