خصصت وزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية 70 منبعا حمويا من ضمن 282 منبعا متوفرا على المستوى الوطني، وذلك لاستغلالها في إنجاز مشاريع حموية سياحية. أوضح مدير الحمامات المعدنية والنشاطات الحموية بالوزارة جمال عليلي، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أنه تم تسليم تراخيص تخص 70 موقعا حمويا لمستثمرين خواص، وذلك بعد دراسة ملفات مشاريعهم من طرف لجنة قطاعية تتشكل أساسا من وزارات السياحة والصحة والموارد المائية، وكل الجهات المعنية لمعرفة مدى تطابقها مع المعايير المعمول بها في مثل هذا النشاط. ودعا عليلي، في هذا الإطار، إلى ضرورة استغلال هذه المنابع الحموية المتوفرة حاليا على المستوى الوطني لتجسيد مشاريع استثمارية والنهوض بالنشاط الحموي الذي يعد أحد ركائز ترقية الوجهة السياحية بالجزائر، لاسيما السياحة الداخلية منها. وتضم هذه المواقع الحموية المذكورة والموجودة ب24 ولاية من الوطن من بينها ولايات ”سطيف، ڤالمة، خنشلة، ميلة، بسكرة عين تيموشنت، البليدة، عين الدفلى، سعيدة، تسمسيلت، الجلفة، الوادي، معسكر، تلمسان وكذا وهران”، 8 محطات حموية عمومية التي تخضع حاليا إلى عملية العصرنة وإعادة التنظيم. وذكر المسؤول ذاته في نفس السياق بوجود حوالي 30 مشروعا سياحيا حمويا طور الإنجاز حاليا بتكلفة مالية تزيد عن 12 مليار دج، مشيرا إلى أن هذه المشاريع ستساهم في خلق حوالي 2000 منصب شغل جديد. وأوضح في سياق مماثل بأن حوالي 13 محطة حموية جديدة تابعة لمستثمرين خواص دخلت حيز الخدمة مؤخرا، مبرزا مدى اهتمام قطاع السياحة بهذا النشاط السياحي، وذلك بتبني إجراءات تسهيلية في مجال الاستثمار والتدخل أيضا لتذليل المشاكل المالية التي ما فتئ يعاني منها الكثير من المستثمرين والتي حالت دون إنجاز مشاريعهم لحد الآن. ويقدر الغلاف المالي الذي خصص لعمليات عصرنة وتوسيع نشاط هذه المؤسسات الحموية ب12مليار دج من ضمن غلاف مالي قدر ب70 مليار دج وجه من أجل إعادة تهيئة وعصرنة حوالي 65 فندقا سياحيا عموميا على المستوى الوطني. وشدد في ذات السياق على وجوب دعم التكوين لفائدة موظفي هذه المحطات الحموية، من أجل تأهيل اليد العاملة المختصة وترقية الخدمات السياحية، مشيرا إلى أن أزيد من 200 طبيب وأعوان شبه طبيين ومختصين في مجال التدليك قد استفادوا خلال هذه السنوات الأخيرة من تكوين لتحسين الأداء. ولترقية هذا النشاط الذي يعد ب”الهام والحيوي” بالنسبة لترقية السياحة الداخلية ولجلب السياح الأجانب أيضا، يضيف ذات المتحدث، تم تسطير إستراتيجية وطنية لتطوير النشاط السياحي الحموي وجعله يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية وتحسين صورة الجزائر السياحية وتعزيز السوق الوطنية في هذا المجال.