اختار مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في طبعته العاشرة تكريم مجموعة من الأسماء الكبيرة في عالم السينما، حيث سيكرم هذه السنة الفنانة المصرية الكبيرة كريمة مختار، الممثلة الراحلة التي قدمت الكثير للسينما العربية وتبقى أعمالها شاهدة على تاريخها الكبير في الفن السابع، وسيستلم تكريم كريمة مختار ابنها الإعلامي معتز الدمرداش. يحتفي المهرجان بالفنان الجزائري الراحل حسن الحسني الذي قدم روائع السينما الجزائرية وشارك في العديد من الأعمال السينمائية الخالدة، فهذا الرجل يعتبر مدرسة في فن الإضحاك الجزائري بتقمص شخصياته النابعة من قلب الريف، حيث عرف خلال أعماله بشخصية ”نعينع” ثم بشخصية ”بوبڤرة” لتعدد شخصياته من الفلاح إلى القاضي في الكثير من أعماله، مثل ”ريح الأوراس” و”حسن طيرو” ثم ”الأفيون والعصا” و ”الأسر الطيبة” و”وقائع سنين الجمر” و”أبواب الصمت”، وغيرها من الأعمال السينمائية الجيدة والتي كان آخرها فيلم ”أبواب الصمت” للمخرج الجزائري الراحل عمار العسكري وتوفي حسن الحسني أثناء تمثيل آخر لقطاته، وكان ذلك يوم 25 سبتمبر 1987 بمستشفى عين النعجة بالجزائر العاصمة، وسيتم تقديم كتاب عن مساره أنجزه الكاتب سعيد بن زرڤة. الدورة العاشرة من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي تحتفل كذلك بمئوية واحد من عمالقة الأدب الجزائري، وهو الكاتب الراحل مولود معمري، صاحب ”الربوة المنسية”، والذي حولت رواياته لأعمال سينمائية كبيرة، وهو أول رئيس لاتحاد الكتاب الجزائريين، ويعد مولود معمري كاتبا وباحثا في اللسانيات، ولد بتيزي وزو عام 1917، رئيس الأكاديمية البربرية في باريس حتى 1979. أسس عام 1982 مركز الدراسات والبحوث الأمازيغية بباريس ومجلة ”أوال” (الكلمة) التي تعنى بالقضايا الثقافية الأمازيغية، ويعتبر مؤسس قواعد اللغة الأمازيغية، كتب مولود معمري العديد من الروايات المشهورة منها ”الهضبة المنسية” و”غفوة العادل” و”الأفيون والعصا”، جمع ونشر قصائد الشاعر القبائلي محند أو محند. كما سيكرم المهرجان الناقد السينمائي الفلسطيني بشار إبراهيم الذي رحل عنا قبل أيام، والذي يعتبر أحد أبرز الأقلام السينمائية النقدية في العالم العربي وساهم في إثراء المكتبة السينمائية العربية بالعديد من الإصدارات في مجال السينما. ولد الناقد الراحل في أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق، وبدأ مشواره الفني مع كتابة القصة القصيرة، قبل أن ينتقل إلى النقد السينمائي في 1995 ثم تفرغ للكتابة السينمائية وأصدر دراسات ومؤلفات عديدة. بذل الراحل جهدا لافتا في توثيق السينما الفلسطينية، ومن بين أعماله ”السينما الفلسطينية في القرن العشرين” و”فلسطين في السينما العربية” و”ثلاث علامات في السينما الفلسطينية الجديدة (ميشيل خليفي، رشيد مشهراوي، إيليا سليمان” كما أصدر مؤلفات عن السينما السورية، من بينها ”سينما القطاع الخاص في سوريا”، و”رؤى ومواقف في السينما السورية” و”ألوان السينما السورية”. تولى رئاسة تحرير النشرة اليومية لمهرجان دبي السينمائي الدولي، كما أشرف على إنتاج الأفلام والبرامج والدراما في قناة الشروق بمدينة دبي للإعلام من 2007 إلى 2012، وساهم في تأسيس مجلة سينماتوغراف المتخصصة في الثقافة السينمائية بدولة الإمارات، وعمل محررا تنفيذيا في صحيفة الحياة اللندنية، وشارك أيضا في لجان تحكيم مهرجانات سينمائية دولية في سوريا ومصر والجزائر وسلطنة عمانوالإمارات.