لا أدري ما صحة الخبر الذي نشره موقع ”ديبكا” الاستخباراتي الإسرائيلي والذي ”يكشف” أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي سيزور الرياض الأيام المقبلة، سيعلن من هناك عن تشكيل ”ناتو” عربي إسلامي سني، تكون إسرائيل ممثلة فيه. لا أدري ما علاقة ترامب ولا إسرائيل بالإسلام، سواء كان سنيا أو شيعيا أو إباضيا أو غيرها من المذاهب، لكن إن حصل فستكون إسرائيل قد بدأت المرحلة الأخيرة لمشروعها، وهو قيادة العرب والمسلمين، لتسيطر نهائيا على المنطقة. ثم أليس على أرض أوروبا وأمريكا يعيش مسلمون من كل المذاهب جنبا إلى جنب في وئام، فلماذا تريد فتنة بينهم في بلداننا؟ فإن تم تشكيل التحالف فلن تكون ”داعش” أبدا هدفا للتحالف، وربما ستكون الحليف الاستراتيجي له والتشكيل الهمجي الذي يضرب في الظلام، بل ستكون إيران هي الهدف الرئيسي، إيران التي عجزت السعودية وبلدان الخليج عن تدميرها على يد صدام حسين، تعتبرها المملكة عدوها الأول، بل صارت إسرائيل في حديث الدبلوماسية السعودية الصديق الذي يجب التحالف معه ضد العدو المشترك، ولا بأس أن تغلف للأغبياء اللعبة بالغلاف الديني، وجعل الصراع سنيا-شيعيا. ستمول دول الخليج بكل انبطاح المشروع الإسرائيلي الهادف إلى إنجاز مشروع أرض الميعاد من الأزرق إلى الأزرق، من النهر إلى البحر، فهل ستكون يثرب التي سمتها غولدا مايير رئيسة الحكومة الإسرائيلية الأسبق، التي كانت تجتمع بوزرائها في مطبخ بيتها وهي تدخن الغليون، بأنها أرض أجدادها؟ البؤس، بل المصيبة أن يكون آل سعود هم من يسلمون مفاتيح الكعبة إلى إسرائيل، بدعوى الخوف من شيعة إيران الروافض مثلما يدّعون، وهو يوم لم يعد بعيدا، بالنظر إلى تسارع الأحداث وما يجري في الشرق الأوسط من تخريب للدول المعادية لإسرائيل، على يد حلفاء تل أبيب الجدد، وأكبر تخريب هو ما زرعته فضائياتا التطبيع ”العربية” و”الجزيرة”، اللتين شيطنتا إيران، ”الجزيرة” التي أدخلت الضيف الإسرائيلي إلى بيوتنا وصار ضيفا مألوفا، باسم أكذوبة الرأي والرأي الآخر. إيران من جهتها دعت المسلمين، كل المسلمين إلى تحالف إسلامي غير مبني على المذهبية، تحالف يكون ضد أمريكا وإسرائيل، وليس ضد السعودية ودول الخليج. لا يجب أن يغيب لحظة عن أذهاننا أن لا علاقة للدين بهذه الحرب الكونية التي تريدها إسرائيل وحليفتها أمريكا لإعادة تقسيم ثروات الأرض وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى، لكن السؤال الذي علينا طرحه وعلى دبلوماسيتنا الرد عليه، هو أين نحن من هذا التحالف أو ذاك، فقد تبلورت التحالفات والانتماءات؟