يرأس عبد القادر مساهل وزير الشؤون الخارجية اجتماعا ثلاثيا يومي 5 و6 جوان المقبل، بالعاصمة، لإعداد ”تقييم للوضع في ليبيا على ضوء التطورات الأخيرة على الصعيدين السياسي والأمني”، في لقاء يأتي عقب التوتر الأخير في طرابلس والغارات الجوية على مدينة درنة. قال الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي الشريف، في تصريح له إنه ” في إطار مواصلة التشاور بين الجزائر ومصر وتونس يجتمع وزراء الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل وسامح شكري وخميس الجيهناوي، يومي 5 و6 يونيو المقبل بالجزائر العاصمة لإعداد تقييم للوضع في ليبيا على ضوء التطورات الأخيرة على الصعيدين السياسي والأمني”. وأضاف المسؤول أن الوزراء الثلاثة سيعدون ”تقييما للجهود التي يبذلها الليبيون أنفسهم ودول الجوار وأعضاء المجتمع الدولي الآخرون وكذلك تلك المبذولة في إطار هذا التشاور الثلاثي الرامي إلى مرافقة الأطراف الليبية على درب التسوية النهائية للأزمة التي تضرب هذا البلد الشقيق والجار”. من جانبه قال محمد العرابي عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، إن الاجتماع يمثل تحركا إيجابيا، حيث تمثل مجموعة الدول المشاركة في الاجتماع حدود دولة ليبيا. وأضاف العرابي، في تصريح لوسائل إعلام مصرية، أن الوضع في ليبيا يمثل مشكلة مزمنة وهناك صعوبات بالغة تواجه طرابلس في رحلتها نحو العودة إلى الاستقرار، لذا كان لابد من التشاور بين الدول الثلاث لوضع رؤية وتنسيق سياسي واحد في مواجهة الإرهاب والتطرف داخل ليبيا والعمل على إعادة الأمور لنصابها الصحيح. وأكد العرابي، أن هناك مستجدات كثيرة تتعلق بالأوضاع في ليبيا على أرض الواقع وبالتالي سيكون محور اللقاء بين وزراء الخارجية هو كيفية التغلب عليها من أجل تحقيق الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا. وفي وقت تطالب الجزائر بتقديم إسهامات في منطقة تشهد اضطرابات كبيرة لإيجاد حل عبر الحوار ومن دون أي تدخل خارجي في شؤون الليبيين، فإن التطورات الأخيرة في طرابلس ودرنة تزعزع الجهود الجزائرية ودول الجوار في فرض حل قائم على الحوار السياسي بين أطراف النزاع. وتشهد أقاليم ليبيا الثلاثة (طرابلس، برقة، فزان) تطورات ميدانية ملفتة قد يكون لديها تداعياتها السياسية والعسكرية على مستقبل البلاد، أبرزها سيطرة قوات خليفة حفتر على قاعدة تمنهت الجوية، أكبر قاعدة في الجنوب الغربي، وطرد قوات حكومة الوفاق لقوات الإنقاذ من العاصمة طرابلس، أما شرقا فدخلت مصر معركة ليبيا بشكل صريح بعد قصفها ”درنة”. كما وقعت في العاصمة طرابلس، الجمعة الماضي، مواجهات عسكرية بين قوات عملية فجر ليبيا التابعة لحكومة الإنقاذ بقيادة خليفة الغويل، وبين قوات موالية للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق بقيادة فائز السراج، من أجل حسم صراع السيطرة على العاصمة.