من المنتظر أن يفتح وزير الخارجية الفرنسي خلال الزيارة التي ستقوده إلى الجزائر، الإثنين المقبل، عدة ملفات ثقيلة يتصدرها الملف الليبي وتداعياته على كامل المنطقة، وهذا تمهيدا للزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون خلال الأيام القليلة المقبلة. سيحل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان يوم الإثنين ال13 من جوان الجاري بالجزائر، وهذا بعد زيارة قادته إلى تونس، ثم مصر حيث التقى خلالها رئيسها عبد الفتاح السيسي. ومن المتوقع أن يكون ملف ليبيا في صدارة الاهتمامات خلال لقاء الجانبين وزير الخارجية الفرنسي مع الطرف الجزائري، خاصة مع تصاعد الأحداث في الأيام الأخيرة بعد الهجمات المصرية على ما وصف بالعناصر الإرهابية في الأراضي الليبية. كما تأتي هذه الزيارة في ظروف تلت إعلان الجزائر الذي توج أشغال الاجتماع الوزاري بين الجزائر، تونس ومصر، والذي دعا إلى التمسك بوحدة ليبيا، واعتماد الحل السياسي لحل الأزمة عبر الحوار الشامل. في وقت يطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالب بضرورة جعل الملف في صدارة جدول أعماله على مستوى السياسة الخارجية. وكان الوزير الأول الفرنسي، برنارد كازنوف في آخر زيارة له قادته إلى الجزائر منذ شهرين، قد أكد بالتطور الذي عرفه التعاطي مع ملف الذاكرة بين الجزائر وباريس، وقال إن ”فرنساوالجزائر تتقاسمان النظرة ذاتها بشأن الدول المهددة بعدم الاستقرار، مثل ليبيا”، قبل أن يحيي ”الدور الرئيسي الذي تؤديه الجزائر على الساحة الإقليمية من أجل عودة السلم والاستقرار في ليبيا وفي مالي”. كما أكد على أن فرنسا تبقى الشريك الاقتصادي الأول للجزائر ”بالنظر إلى نوعية الاستثمارات الفرنسية في هذا البلد، التي بلغت 1.8 مليار أورو سنة 2015”. وأوضح أن ”تتقاسم فرنساوالجزائر النظرة ذاتها بشأن الدول المهددة بعدم الاستقرار، مثل ليبيا؛ فالحل السياسي هو وحده الذي يسمح باستتباب السلم. وعلى أساس هذه النظرة المشتركة، يقوم حوار وطيد بين حكومتينا وبشكل منتظم ومتزايد”. كما حيا الدور الرئيسي الذي تؤديه الجزائر على الساحة الإقليمية من أجل عودة السلم والاستقرار في ليبيا وفي مالي، فخطر الإرهاب يتنامى يوما بعد يوم في شكل خلية دولية متفرعة لا يمكن محاربتها بشكل منفرد. ومنذ عامين، وبوتيرة شبه متواصلة، تستقبل الجزائر وفودًا رسمية وسياسية وعسكرية ليبية من مختلف التوجهات، في إطار وساطات لحل الأزمة بالتنسيق مع المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر. ومن المزمع أن تكون زيارة لودريان إلى الجزائر تمهيدا لزيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى الجزائر، حيث سيفتح أهم ملف عالق بين البلدين، وهو ملف الذاكرة، خاصة وأن ماكرون كان قد وعد قبل وصوله إلى قصر الإليزيه بأن يضع حدا للتوترات في العلاقات الثنائية بين البلدين بسبب الذاكرة.