دخلت محاولات حلحلة الأزمة الخليجية منعرجا حاسما من الجزائر التي شهدت استقبال ومحادثات ثنائية لنزع فتيل التصعيد بين قطر وجيرانها مرتكزة في جهودها على ضرورة مرور الحل عبر الحوار. وبموازاة مع عقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف محادثات مع الوزير الأول عبد المجيد تبون، مساء أول أمس، في الجزائر، كان وزير الخارجية عبد القادر مساهل يتحادث هاتفيا مع الشيخ صباح الخالد الأحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير خارجية الكويت، حول الأوضاع الراهنة في منطقة الخليج، ما ينبئ بانخراط عميق للجزائر في جهود وساطة تقوم بها الكويت حيث رحب مساهل بتحركاتها لحل الأزمة الخليجية عن طريق الحوار. وقال بيان صادر عن الخارجية الجزائرية إن مساهل أجرى اتصالا هاتفيا تناول ”العلاقات الثنائية والأوضاع الراهنة التي تشهدها منطقة الخليج في ظل الخلاف بين بعض دوله”. وفي هذا الإطار ”ثمّن مساهل الجهود المبذولة من طرف أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ومن الحكومة الكويتية لتسوية الخلافات التي تواجهها بعض دول المنطقة”. وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قبل نحو أسبوعين قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، متهمة إياها بدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة. ولاحقا أعلنت الدول الأربع في بيان مشترك في الثامن من يونيو الجاري إدراج 59 شخصا و12 كيانا مرتبطة بقطر على قوائم الإرهاب المحظورة لديها. ويقود أمير الكويت مساع للتهدئة لنزع فتيل أزمة قطع العلاقات مع قطر، زار في إطارها الرياض وأبو ظبي والدوحة، كما التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في الكويت. من ناحية أخرى، تلقى مساهل، أمس، مكالمة هاتفية من نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي. وقال بيان الخارجية إن المخلافي قدم لمساهل ”عرضا حول الأوضاع السائدة في بلاده والظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها الشعب اليمني”. وثمّن الوزير اليمني ”موقف الجزائر إزاء الأزمة التي تعصف ببلاده، والداعي إلى الحل عبر الحوار بين الفرقاء وانتهاج المصالحة للم الشمل واحترام سيادة ووحدة اليمن”. وقبلها ناقش مساهل مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف تداعيات الأزمة بين دول الخليج، وأشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال لقائه نظيره عبد القادر مساهل، إلى الأزمة بين الدول الخليجية، معربا عن استعداد إيران للمساعدة في هذا المجال. وتناولت الجولة الأولى من مباحثات ظريف ومساهل في الجزائر القضايا الثنائية والإقليمية بشكل مسهب. وأشار ظريف إلى التطورات الإقليمية وقال نحن نتفق معكم في أن الإرهاب هو المعضلة الأساسية للمنطقة وأن السبيل لمواجهته هو الخيار الديمقراطي وبالطبع الديمقراطية النابعة من داخل البلدان، مؤكدا ضرورة أن تكون أولوية الجميع محاربة التطرف وأن يساعد الجميع في التوصل إلى حل وليس فرض الحلول لأنه لا يمكننا أن نفرض الحلول لشعوب الدول المختلفة. وأوضح أن على الدول الأجنبية أن تسهم في إيجاد الحلول لا أن تفرض الحل، مؤكدا أن التدخل الأجنبي هو السبب الرئيس لإطالة أمد الأزمات في بلدان المنطقة وتعقيدها. وأفاد ظريف بأن جهتين تستفيدان من هذا الوضع هما المتشددين والصهاينة، وأن الصهاينة يستغلون هذه القضية من دون تقديم أي ثمن. وأكد أن إيران لن تقع في فخ المؤامرات ولن توفر الأرضية لاستغلال الصهاينة ذلك. وأشار ظريف إلى الأزمة القائمة بين الدول الخليجية وقال نحن قلقون من التصعيد بين قطر وجيرانها ونؤمن بأن الحوار هو أفضل خيار للحل وأن إيران مستعدة للمساعدة في هذا المجال. والخميس الماضي، استقبلت الجزائر مسؤولاً إماراتياً، وآخر قطرياً، لبحث أزمة المنطقة، بعد قطع السعودية والبحرين والإمارات علاقاتها مع الدوحة.