ارتفعت أسعار النفط للجلسة الثالثة على التوالي، أمس، في ثاني أيام عيد الفطر بعد أن سجل استقرارا خلال اليوم الأول من العيد، مع استفادة المضاربين من تراجعه الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر، لكن الزيادة المستمرة في الإمدادات الأمريكية وعدم ظهور دلائل تذكر على انخفاض المخزونات العالمية كبح مكاسب الخام. ارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 48 سنتا إلى 46.02 دولار للبرميل ولا يزال السعر متجها لتكبد خسارة تقارب 20 بالمئة في النصف الأول من العام الحالي، بعد بلوغه أدنى مستوى له منذ نوفمبر عند 44.35 دولار للبرميل في 21 جوان. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 47 سنتا 43.48 دولار للبرميل. استقرت أسعار النفط العالمية، وذلك خلال تعاملات أول أمس، وسجل متوسط سعر خام القياس العالمي برنت مستوى 45.66 دولار للبرميل، فيما استقر الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط خلال تعاملات اليوم الأحد ليسجل نحو 43.17 دولار للبرميل. ويعتبر سعر خام برنت المسجل خلال تعاملات الخميس الماضي، والمقدر بنحو 45.13 دولار للبرميل، الأقل لسعر الخام العالمي منذ بداية شهر مايو الماضي، والذي سجلت فيه الأسعار نحو 54 دولارا للبرميل والأقل منذ إقرار اتفاق أوبك بتخفيض إنتاج النفط خلال نهاية نوفمبر الماضي. ارتفع رهان المستثمرين على العقود الآجلة وعقود الخيارات للخام الأمريكي على عدم تسجيل الأسعار المزيد من الارتفاع، مع زيادة عدد منصات الحفر النفطية العاملة في الولاياتالمتحدة إلى أعلى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات. وسجل إنتاج النفط الصخري الأمريكي نموا بنحو عشرة بالمئة منذ العام الماضي ليهدد، مع نمو إنتاج دول مثل البرازيل، بتقويض جهود منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركائها لخفض مخزونات الخام العالمية من خلال تقليص الإنتاج. وعلى الرغم من الارتفاع إلا أن أسعار النفط الخام انخفضت أكثر من 15٪ منذ أواخر فبراير الماضى، متأثرة بتخمة المعروض المستمرة على الرغم من تحرك قادة أوبك، لخفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل. وثارت شكوك بشأن التزام أوبك بخفض الإنتاج، وقالت المنظمة فى تقرير هذا الأسبوع، إن إنتاجها زاد بواقع 336 ألف برميل يوميًا فى ماي إلى 32.14 مليون برميل يوميا. وأظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام الأمريكية زادت 2.8 مليون برميل خلال الأسبوع إلى 511.4 مليون برميل، مقارنة مع توقعات بانخفاض قدره 2.7 مليون برميل. وساهمت تخفيضات منظمة أوبك التي بدأت مطلع هذا العام في دفع أسعار النفط أعلى من خمسين دولارا للبرميل، وهو ما دفع بأعضاء منظمة أوبك والمنتجين المستقلين للنفط، نهاية ماي المنصرم، لتمديد العمل باتفاق خفض إنتاجهم النفطي لمدة تسعة أشهر إضافية. وشارك في الاجتماع 12 منتجا من غير البلدان الأعضاء في هذا الاتفاق، وعلى رأسهم روسيا. واتفق الجانبان على خفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يوميا في النصف الأول من 2017 بما يعادل اثنين بالمائة من الإنتاج العالمي، مع اتخاذ أكتوبر 2016 كشهر مرجعي للتخفيضات.ورغم تخفيضات الإنتاج، أبقت أوبك على صادراتها مستقرة إلى حد كبير في النصف الأول من العام الحالي مع إقدام المنتجين على البيع من المخزونات.