أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ليل الثلاثاء، أن مروحية تابعة للشرطة هاجمت المحكمة العليا في العاصمة كراكاس وألقت قنبلتين على المبنى دون وقوع إصابات، واصفا الهجوم ب”الإرهابي”. وقال مادورو ”لقد وضعت جميع القوات المسلحة في حال استنفار للدفاع عن النظام العام، سنقبض سريعا جدا على المروحية وجميع من نفذوا هذا الاعتداء الإرهابي”. وأضاف ”كان هناك حفل استقبال في المحكمة العليا، وكان باستطاعتهم التسبب في مأساة. لقد قصفوا المحكمة العليا وحلقوا فوق وزارة الداخلية والعدل”. وعلى صعيد آخر، حذّر مادورو نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، بأنّه سيسمح بتدفق ملايين اللاجئين على الولاياتالمتحدة، ما لم تتوقف إدارته عن دعم المعارضة. وخاطب الرئيس الفنزولي ترامب قائلا: ”اسمع أيها الرئيس دونالد ترامب، القرار بين يديك”. وأضاف ”إذا تمكنت هذه القوى العنيفة والحاقدة والقاتلة من تدمير فنزويلا فإن البحر الأبيض المتوسط لن يكون شيئا أمام البحر الكاريبي، مع آلاف وحتى الملايين الذي سيتوافدون على الولاياتالمتحدة”. مضيفا أنه: ”لن يقف شيء أمامهم سيكون عليك أن تبني 20 جدارا في البحر!”. وأضاف ”أوقف جنون اليمين الفنزويلي!”، محذرا من أنه ”إذا غرقت فنزويلا في الفوضى والعنف وإذا دمرت الثورة البوليفارية فسنذهب إلى الحرب، وما لم يكن ممكنا بواسطة الأصوات سيتحقق بالسلاح”. ومع ذلك حرص مادورو على التأكيد على انفتاحه على الحوار مع ترامب. وأفيد أن المروحية التي نفّدت الهجوم تابعة للشرطة الفنزويلية وأنّ قائدها طيار سابق لوزير الداخلية والعدل السابق ميغيل رودريغيز توريس، الجنرال المتقاعد الذي شغل لفترة طويلة منصب رئيس الاستخبارات، لكنه في الآونة الأخيرة ابتعد عن الحكومة. وكانت المروحية تحمل شعارا مكتوبا عليه ”350 - الحرية”، في إشارة إلى المادة ال 350 من الدستور الفنزويلي التي تعطي المواطنين الحق في عدم الاعتراف بالسلطة في حال انتهاكها القيم والمبادئ والضمانات الديمقراطية وحقوق الإنسان. وقال وزير الإعلام الفنزويلي أرنيستو فيلياغس، أن المروحية أطلقت 15 طلقة نارية على مبنى وزارة الداخلية، ثم ألقوا أربع قنابل يدوية على مقر المحكمة العليا في كراكاس، لافتا إلى أنّ القنابل اليدوية إسرائيلية الصنع ومصدرها كولومبيا. من جهته، أدان وزير الداخلية والعدل السابق ميغيل رودريغيز توريس الهجوم على مرافق الدولة، واصفا إياه ب”الجنوني”، ودعا إلى نبذ العنف، لكنه كذّب كلام الرئيس، وقال إن الطيار يدعى بيدرو بيريز، وليس أوسكار بيريز، الذي اختطف المروحية وهاجم بها المحكمة العليا. ونشرت وسائل الإعلام الرسمية مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي لبيريز وهو يلقي خطابا باسم ”تحالف لأفراد الجيش والشرطة والمدنيين لا انتماء سياسي له”، دعا فيه إلى رحيل الرئيس مادورو وحكومته وإجراء انتخابات عامة. وقدم نفسه على أنه أحد أعضاء قوة الشرطة الرئيسية في فنزويلا المعروفة باسم ”سي آي سي بي سي” ويمثل تحالفا من مسؤولي الجيش والشرطة والمسؤولين المدنيين المعارضين للحكومة ”الإجرامية”، مطالبا رئيس البلاد بالاستقالة وإجراء انتخابات عامة. ويواجه الرئيس الفنزولي، منذ أشهر، احتجاجات تقودها المعارضة وبعض المنشقين من داخل الحكومة والجيش أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 75 شخصًا. ويسعى مادورو جاهدا لإجراء تصويت في 30 جويلية على انتخاب هيئة خاصة تعرف باسم الجمعية التأسيسية والتي قد تعيد كتابة الدستور الوطني وتحل محل مؤسسات أخرى مثل الكونغرس التي تسيطر عليها المعارضة.