أكدت، أمس، دراسة أعدّها معهد الدراسات الأمنية في إفريقيا، أن معظم المهاجرين الأفارقة، يضطرون للاعتماد على شبكات التهريب في الجزائر ودفع رسوم مالية كبيرة، لاتخاذ معابر سرية ودخول ليبيا مؤكدة إن استخدام المسار الغربي يعد أكثر تعقيدا وأغلى من المسارات الأخرى. تحدثت الدراسة الإفريقية عن انتعاش عمليات تهريب المهاجرين من دول المنبع الإفريقية إلى الجنوب الليبي، وهي أنشطة أصبحت ”الأساس الاقتصادي” لمجتمعات بأكملها سواء في ليبيا أو في منطقة الساحل الإفريقية. وأوضحت أن المسار الغربي يستخدمه المهاجرون للدخول إلى جنوب ليبيا من الجزائر، وتعد مدينة غات الليبية هي النقطة الرئيسية في هذا المسار، وتسيطر عليه قبائل عربية وشبكات تهريب من قبائل الطوارق. وتاريخياً، يُستخدم هذا المسار من قبل مهاجرين باحثين عن فرص اقتصادية وفرص عمل داخل ليبيا. ومع احتدام الصراع في جنوب ليبيا، تراجع استخدام المهاجرين لهذا المسار عقب إغلاق الطريق الوحيد الواصل بين مدينة غات وبين الساحل الليبي بسبب الصراع المشتعل في مدينة أوباري، بين قبائل التبو والطوارق. لكن تم إعادة فتحه نهاية العام 2016. وأوضحت الدراسة أن المسار الغربي أقل شعبية من المسارات الأخرى حالياً، وذلك لعدة أسباب، أهمها أن العبور من الجزائر يتطلب وجود أوراق رسمية وتأشيرة دخول، وهو ما لا يملكه معظم المهاجرين، وعليه يضطر المهاجرون للاعتماد على شبكات التهريب في الجزائر ودفع رسوم مالية كبيرة، ولهذا فإن استخدام المسار الغربي يعد أكثر تعقيداً وأغلى من المسارات الأخرى. أما المسار الأوسط فهو الأكثر شعبية ويصل مباشرة بين النيجروجنوب ليبيا، يفضله مواطنو دول نيجريا وغامبيا والكاميرون، وذلك لأنه بعيد عن شمال مالي والاضطرابات الأمنية بها، كما أنه أيضا لا يتطلب الأوراق الرسمية والتعقيدات في الجزائر. ويحمل معظم المهاجرين المستخدمين للمسار الأوسط جوازات سفر معتمدة من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والتي تسمح لهم بحرية الحركة بين 15 دول هي أعضاء المجموعة، لمدة تسعين يوماً دون تأشيرة رسمية. وتضم الكتلة معظم دول المنبع التي ينطلق منها المهاجرون صوب ليبيا، ولهذا من السهل عليهم التحرك على طول المسار الأوسط. وتعد مدينة أغاديز بالنيجرالمدينة الرئيسية بهذا المسار، ويسهل الوصول إليها عبر الحافلات العامة، ولهذا يعد المسار الأوسط هو أشهر ممرات الهجرة غير الشرعية إلى ليبيا. وتؤكد الدراسة الإفريقية ما ذهب اليه عبد القادر مساهل، وزير الشؤون الخارجية من تحول اللاجئين الأفارقة الى تهديد للأمن القومي حيث تستغلهم شبكات إرهابية ومافيوية تقف ورائهم، اين ارتفع هذا العدد بصورة معتبرة بعد أن تم غلق المعبر الرابط بين تلك الدول وليبيا وتنصيب نقطة مراقبة أممية وبالتالي أصبحت الجزائر الملاذ الوحيد للأفارقة. وقال مساهل على هامش انعقاد ورشة دولية حول دور المصالحة الوطنية في محاربة الإرهاب والتطرف بنادي الصنوبر بالعاصمة، ردا على ما اثير حول جدل تدفق اللاجئين الأفارقة الى الجزائر، ”لاحظنا في الفترة الأخيرة تدفق قوي وغير عادي لهؤلاء القادمين من بلدان مجاورة، وتواجدهم بهذا الحجم بات يشكل تهديدا للأمن الوطني”.