لا زال سكان مدينة جواب 90 كم جنوب شرق المدية يعانون أزمة عطش خانقة منذ سنوات خاصة في فصل الصيف، أين تتضاعف معاناتهم مع هذه المادة الحيوية، وهو ما أكده العديد من المواطنين الذين التقيناهم، حيث قالوا ”أن معاناتهم تضاعفت وأصبحوا يعيشون الجحيم بحثا عن لترات ولو قليلة من الماء الشروب وذلك جراء النقص الكبير للمياه، حيث ازدادت معاناة السكان ضف إلى ذلك اهتراء شبكة المياه التي يعود انجازها للفترة الاستعمارية حسب سكان المدينة، وكذا سوء التسيير الذي زاد المشكل تعقيدا، على اعتبار أن تسيير المياه لا زال بيد مصالح البلدية عوض شركة الجزائرية للمياه مما جعل هذه المادة تنقطع عن الحنفيات. الوضع دفع بالعشرات من العائلات خاصة الفقيرة إلى الاستنجاد بصهاريج المياه والتي لا يقل سعرها عن 1300 دج، مما كبدهم صرف مبالغ مالية باهظة أرهقت جيوبهم ،خاصة العائلات الفقيرة وذات الدخل الضعيف ،بينما استنجد بعض السكان بحنفيات مسجد المدينة، أو من منبع بالقرب من الآثار الرومانية ”رابيديوم” والذي يكثر الازدحام عليه حتى من خارج البلدية، كما خلفت هذه الأزمة معاناة كبيرة للسكان العاملين، حيث يجبرون بالتوقف عن العمل في الكثير من المرات من أجل توفير مياه الشرب لعائلاتهم، وكذا معاناة الأطفال الصغار الذين وجدناهم داخل المسجد للتزود بالمياه الصالحة للشرب، نقص التزود بالمياه والذي يصل إلى مرة كل أربعة أيام ولمدة لا تتعدى ساعة من الزمن دفع بسكان الأحياء إلى الاحتجاج وتقديم شكوى ضد محطات غسل السيارات المتواجدة بالمدينة إلى والي الولاية هذا الأخير أمر بتشكيل لجنة والتنقل إلى مدينة جواب للوقوف على هذا الأمر، حيث تم معاينة مختلف محطات غسل السيارات وتبين بان بعضها متوقف والبعض الآخر يتزود بصهاريح للمياه فيما تم معاينة محطة تتزود من مياه البلدية وقد رفعت اللجنة تقريرا إلى والي الولاية والأكيد أن مشكل التزود بالمياه لا تعنى به هذه المحطات بالذات وإنما المشكل أعمق من ذلك بينما طالب العديد من سكان جواب بإيجاد حلول جذرية لندرة المياه بالمنطقة من خلال ربط البلدية بمشروع سد كدية اسردون هذا وتبقى جل القرى والمداشر ببلدية جواب تعاني نفس المشكل إلى إشعار آخر.