يشتكي سكان قرية كدية مراح، التابعة إداريا إلي بلدية عين الباردة بعنابة، من الأوضاع المعيشية المزرية التي يعيشونها في ظل غياب أبسط ضروريات العيش الكريم، فلا طرقات معبدة ولا وسائل نقل ولا هياكل صحية، حيث ناشد السكان السلطات المحلية وضع حد لمعاناتهم والإفراج عن مطالبهم العالقة منذ 30 سنة، لانتشالهم من حياة البؤس التي دفعت بعضهم إلي النزوح من هذه القرية نحو البلديات المجاورة بحثا عن ظروف معيشية أفضل. ويعد مشكل النقل بقرية كدية مراح بعين الباردة هاجسا كبيرا طالما أرق سكان القرية الذين تعبوا من البحث يوميا عن سيارة فرود أو سيارة جماعية للتنقل إلى مكان عملهم أو لاقتناء حاجياتهم اليومية. وأوضح السكان أن كل وسائل النقل، من سيارات وحافلات توقف رحلاتها عند وصولها إلى الطريق الوطني رقم 44، الرابط بين ولايتي عنابة وڤالمة، حيث يضطر سكان كدية مراح إلى النزول منها ومواصلة سيرهم إلي منازلهم مشيا علي الأقدام بسبب رفض أصحاب الحافلات وسيارات الأجرة مواصلة المسار لغاية القرية لافتقارها لطرق معبدة و محطات توقف.كما يشكل ماء الشرب أحد الهواجس الأساسية للعائلات التي تقطع مسافات طويلة للتزود بهذه المادة الحيوية، حيث يقضي أولادهم المتمدرسين أوقاتهم في البحث عن منبع لجلب الماء الشروب علي ظهور الدواب، فيما ينعم نظراؤهم في القرى المجاورة بالراحة ونعمة المياه المتوفرة بالحنفيات. وفي غياب قاعة علاج بالمنطقة يضطر السكان أيضا لقطع 10 كلم باتجاه البلدية، من أجل أبسط علاج أو أخذ حقنة، الأمر الذي يجبر المرضى من سكان القرية علي التنقل إلى مسافة كبيرة للعلاج في البلديات المجاورة، خاصة منهم من يعاني من الأمراض المزمنة، مع ما في ذلك من مشقة، خاصة أن أغلبية السكان من العائلات الفقيرة ومن ذوي الدخل المتواضع . كما تساءل السكان عن سبب حرمانهم منذ الاستقلال من نعمة الغاز الطبيعي، وقد طالبوا بضرورة اهتمام السلطات العمومية بقريتهم و توفير ظروف حياة ملائمة لسكانها لتشجيع استقرارهم، خاصة أن العديد منهم أصبحوا يفكرون حاليا في النزوح إلى البلديات المجاورة وبناء مساكن فوضوية، وهي الطرقة الوحيدة التي اعتبروا أن السلطات العمومية ستأخذها بعين الاعتبار، بدل البقاء في هذه القرية المنسية المحرومة من جهود التنمية والمشاريع التي تنجز بالمناطق الأخرى، لكن سكان قرية كدية مراح لم يصلهم شيء منها.