طالبت الأوقاف الإسلامية في القدس، أمس، الفلسطينيين بعدم الدخول إلى المسجد الأقصى إلى حين قيام لجنة تابعة لها بتقييم الوضع، وذلك بعد إزالة السلطات الإسرائيلية بوابات كشف المعادن عن مداخل الحرم القدسي. قال المتحدث باسم الأوقاف في بيان ”لا دخول إلى المسجد الأقصى المبارك إلا بعد تقييم لجنة فنية من إدارة الأوقاف وإرجاع الوضع إلى ما كان عليه قبل ال14 من الشهر الجاري”، في إشارة إلى تاريخ نصب البوابات التي أقيمت عند مداخل الأقصى.وقد أزالت السلطات الإسرائيلية من محيط الحرم القدسي، فجر أمس، البوابات الإلكترونية، وذلك بعدما أثار تركيب هذه البوابات مواجهات دامية بين الشرطة الإسرائيلية ومحتجين فلسطينيين. وتأتي الخطوة غداة جهود دبلوماسية مكثفة لوقف انتشار العنف أفضت إلى اتخاذ الحكومة الإسرائيلية المصغرة قرارا ”باستبدال إجراءات التفتيش بواسطة أجهزة كشف المعادن بإجراءات أمنية تستند إلى تكنولوجيات متطورة ووسائل أخرى”.وفور شيوع الخبر تجمع مئات الفلسطينيين قرب أحد مداخل الحرم القدسي للاحتفال، ولكن قوات الشرطة الإسرائيلية فرقتهم مستخدمة قنابل صوتية، بعد أن قام أحدهم بإشعال ألعاب نارية.واعتبر مبعوث الأممالمتحدة إلى الشرق الأوسط أنه يتعين حل الأزمة المتعلقة بالإجراءات الأمنية الإسرائيلية الجديدة في الحرم القدسي قبل الجمعة تجنبا لتصعيد العنف. وصرح نيكولاي ملادينوف للصحافيين بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي ”من الأهمية بمكان التوصل إلى حل للأزمة بحلول يوم الجمعة هذا الأسبوع”، وتابع أن ”المخاطر على الأرض ستتصاعد إذا كانت هناك صلاة جمعة أخرى من دون حل الأزمة الحالية”، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح ملادينوف أنه حض أعضاء المجلس على استخدام نفوذهم لدى إسرائيل والفلسطينيين بهدف إقناعهم بنزع فتيل التوتر وإفساح المجال أمام المصلين لدخول الحرم القدسي، وكانت مصر وفرنسا والسويد قد دعت إلى اجتماع مجلس الأمن. من جهته، اتهم السفير الفلسطيني رياض منصور إسرائيل ب”منع المصلين” من الوصول إلى الحرم، معتبرا أن على مجلس الأمن أن يطالب بسحب أجهزة كشف المعادن والكاميرات في شكل كامل ومن دون شروط. وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الإسرائيلية قامت بتشديد الإجراءات الأمنية في محيط الحرم القدسي من خلال نصب بوابات للكشف عن المعادن على مداخل الموقع الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، عقب هجوم بتاريخ 14 جويلية أسفر عن مقتل شرطيين إسرائيليين، وثلاثة مهاجمين فلسطينيين. عباس يقدم اجتماع القيادة لبحث التطورات بالأقصى قال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، أمس، إن الرئيس محمود عباس قرر تقديم موعد اجتماع القيادة الفلسطينية الذي كان مقررا اليوم الأربعاء إلى مساء الثلاثاء لتدارس الأوضاع وآخر التطورات والمستجدات في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك. وقال أبو ردينة في تصريح مقتضب نشرته وكالة ”وفا” الرسمية، إن ذلك جاء ”على ضوء المستجدات الأخيرة في مدينة القدس”. أما المرجعيات الدينية في القدسالمحتلة، فأكدت رفضها التام لكافة إجراءات سلطات الاحتلال التي نفذتها منذ 14 جويلية الجاري وحتى الآن، مطالبة بضرورة فتح جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك لكافة المصلين دون استثناء وبحرية. ”فتح” تحذر من تحويل الصراع من سياسي إلى ديني من جهته، جدد نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني ”فتح”، محمود العالول، تحذير القيادة الفلسطينية من تحويل الصراع من سياسي إلى ديني، الأمر الذي من شأنه وقوع حرباً دينية لا أحد يعرف عواقبها.وبيّن العالول أن الرئيس الفلسطيني على تواصل مستمر مع قادة العالم، وخاصة العالميّن العربي والإسلامي، لتنسيق المواقف دفاعاً عن المسجد الأقصى. وخاطب العالمين الإسلامي والعربي قائلاً: ”شكراً لمواقفكم، ولكن مستوى الحدث أعلى بكثير ونأمل أن ترتقي المواقف الى مستوى الحدث، نحن بحاجة مواقف أكثر جدية ضاغطة على الاحتلال”. وعن الإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس، قال: ”إسرائيل تعتقل وتُبعد المقدسيين عن المدينة المقدسة، لكنها لن تنجح هذه فرصة لكل فلسطيني للمساهمة في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى”.