يواصل المقدسيون وموظفو الأوقاف الإسلامية اعتصامهم أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك، لليوم التاسع على التوالي، رافضين الدخول إليه عبر البوابات الإلكترونية التي نصبها الاحتلال عند مداخله. وأدى المئات من المقدسيين المعتصمين صلاة فجر أمس الأحد قرب باب الأسباط، مؤكدين رفضهم لكافة إجراءات الاحتلال الأمنية لتفتيش المصلين أثناء دخولهم للأقصى. ونقلت وكالة”صفا” الفلسطينية عن مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالأوقاف فراس الدبس، إن موظفي الأوقاف وحراس الأقصى يصرون على إزالة هذه البوابات، ويرفضون كافة إجراءات الاحتلال تجاه المسجد الأقصى، وكذلك تفتيش المصلين. وقالت ”وفا” إن قوات الاحتلال الإسرائيلي نصبت، فجر أمس، كاميرات ذكية كتلك المستخدمة في المطارات، وأجهزة مراقبة وأخرى كاشفة للمعادن تعمل بالأشعة السينية، وتحت الحمراء، عند باب الأسباط المؤدي إلى الحرم القدسي. ومنعت قوات الاحتلال المصورين والصحفيين من الاقتراب من منطقة تركيب الكاميرات، وفرضت طوقا عسكريا محكما على المنطقة. من جانبه، أكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، رفضه والمرجعيات الدينية، ممثلة برئيس مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، ومفتي القدس والديار الفلسطينية، والقائم بأعمال قاضي القضاة، في نداء مشترك، على الرفض القاطع للبوابات الإلكترونية وكافة إجراءات الاحتلال، والتي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير الواقع التاريخي والديني في القدس ومقدساتها، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك. مشددا على ضرورة عودة الأوضاع إلى ما قبل 14 من جويلية الجاري. لندن تعرب عن قلقها إزاء الأحداث وأعربت الحكومة البريطانية، مساء السبت، عن انشغالها العميق من التصعيد الأمني في المسجد الأقصى. وقال الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، في تصريح صحفي، ”إن زيادة التوترات في الحرم الشريف بالقدس القديمة مقلق للغاية باعتبار المدينة مقدسة لملايين الناس من جميع أنحاء العالم”.ودان بيرت الأحداث والاشتباكات التي أدّت إلى مقتل وجرح فلسطينيين وإسرائيليين، داعياً السلطات المعنية إلى التحقيق الفوري في تلك الأحداث. وحث المسؤول البريطاني كافة الأطراف على استعادة الأمن في القدس وتجنب الاستفزازات وإيجاد حل من خلال التواصل والحوار بما يضمن سلامة أمن الموقع والالتزام بالوضع الراهن. وفي السياق، كشف رئيس الوزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في ختام جلسة مجلسه الوزاري، أنّه ”لن يحصل حاليّاً أي تغيير في منظومة الحماية في مدخل المسجد الأقصى. وفي ظل هده التوترات، اقتحم أكثر من مائة مستوطن، المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، مدعومين بعناصر من قوات الاحتلال الإسرائيلي، رافعين أعلام كيان الاحتلال، وقاموا بجولات في باحاته. وقالت مصادر فلسطينية إن اقتحام المسجد المبارك جاء وهو خالٍ من المُصلين أو من مسؤولي وموظفي الأوقاف الإسلامية. اجتماع طارئ للجامعة العربية يوم الأربعاء قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن القدس خط أحمر، لا يمكن تجاوزه، وعلى إسرائيل التوقف عن التجاوزات بحق الفلسطينيين. وشدد، أبو الغيط، على أن السلطات الإسرائيلية تزج بالمنطقة إلى منحنى بالغ الخطورة من خلال تبنيها لسياساتٍ وإجراءات لا تستهدف الفلسطينيين وحدهم، وإنما تستفز مشاعر كل عربي ومسلم، باتساع العالمين العربي والإسلامي. ونقل المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة، الوزير مفوض محمود عفيفي، عن الأمين العام، أمس الأحد، 23 جويلية، أن الأيام الماضية أثبتت أن الاعتبارات الأمنية لا تمثل الباعث الحقيقي وراء الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في البلدة القديمة ومحيط الحرم القدسي الشريف، وأن الجميع يدرك مدى عمق وخطورة المخططات الإسرائيلية المتواصلة منذ سنوات لتهويد القدس. ووصف، أبو الغيط الحكومة الإسرائيلية بأنها ”تلعب بالنار” وتغامر بإشعال فتيل أزمة كبرى مع العالمين العربي والإسلامي، وتعمل على استدعاء البعد الديني في الصراع مع الفلسطينيين، وهو أمر سيكون له تداعيات خطيرة في المستقبل. وقال بيان صدر عن مكتب الأمين أبو الغيط: ”تقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بعد ظهر يوم الأربعاء الموافق 26 جويلية المقبل لبحث الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في مدينة القدس وفي حرم المسجد الأقصى الشريف”. ولفت البيان إلى أنّ الاجتماع جاء بناء على طلب، تقدمت به المملكة الأردنية الهاشمية وعدد من الدول الأعضاء في الجامعة. ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا في نيويورك، يوم الاثنين المقبل، لبحث الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى. وتصاعد الغضب، الجمعة، حيث اندلعت اشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وآلاف الفلسطينيين في الضفة الغربيةوالقدس، بعد صلاة الجمعة. ويخشى الفلسطينيون محاولة الاحتلال تغيير الوضع القائم منذ حرب 1969 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول الحرم القدسي في أي وقت، في حين يسمح لليهود بذلك بدخوله في أوقات محددة ومن دون الصلاة فيه. وكانت قوات الاحتلال صعدت من إجراءاتها بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك، منذ يوم 14 جويلية المنصرم، حيث أغلقت المسجد الأقصى أمام المصلين، في أعقاب عملية إطلاق نار أدت إلى استشهاد ثلاثة مواطنين، ومقتل شرطيين إسرائيليين. بعد ثلاثة أيام فتحت قوات الاحتلال المسجد الأقصى أمام المصلين، بعد أن نصبت بوابات إلكترونية على مداخله، وهو ما قوبل برفض رسمي وشعبي.