عرض أول أمس بقاعة سينما المغرب بوهران، الفيلم الكويتي ”حبيب الأرض” للمخرج رمضان خسروه، ضمن فئة العروض الخاصة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي. وتناول الفيلم حكاية ونضال الشاعر الكويتي فايق عبد الجليل الذي استشهد بعد أسره إبان الغزو العراقي للكويت عام 1990، ورغم أن المخرج حاول إبراز مدى تأثير هذه الشخصية الثقافية على المجتمع الكويتي وكيف ألهمت صناع السينما والأدباء للكتابة عنه وتقديم أعمال سينمائية تكريما لمساره وتوثيقا لحياته، إلا أنه لم يوفق تماما في الإلمام بحياة الشاعر بعد أن ركز على اللحظات المأساوية فقط، مهملا جوانب أخرى من حياته المشرقة التي كان يمكن لها أن تضيف الكثير من الأمل على طبيعة الفيلم السينمائي، لكن هذا لا ينكر أن صانع الفيلم رمضان خسروه أعطى أهمية كبرى للحب الذي كان يكنه الشاعر لبلده الكويت وتضحياته من أجل كرامته و مصير أرضه، ما جعله يخط أعمق القصائد الوطنية ويكتب بروحه أنبل المشاعر الإنسانية . وما شد انتباه المتلقي وهو يشاهد لقطات الفيلم هو ذكاء المخرج في توظيفه للبيئة الكويتية وملامحها العمرانية، فضلا عن اللباس والأكل والأثاث، وأهم شيء الزي التقليدي الشعبي الذي كان حاضرا بقوة في جلّ المشاهد، وهو في الحقيقة يُحسب لصالح العمل السينمائي الذي يعرض لأول مرة بالجزائر في إطار مهرجان وهران الدولي. القصة رغم أنها وثائقية أكثر منها درامية إلا أنها أثرت نوعا ما على نفسية الجمهور الذي اكتشف لأول مرة عن كثب هذه الشخصية الثقافية الوطنية في الكويت، واستطاع أن يختزل جوانبا من مساره الذي عاشه في حضن الموسيقى والكلمات واللحن الموزون، لكن ما يعاب على النص أن المشاهد كانت تفتقر كثيرا للتشويق والإثارة، أو بالأحرى كان هناك غياب كلي لحبكة تستند عليها عناصر اللعبة السينمائية، وهو ما أدخل هذا الأخير في دوامة من الملل وهو ينتقل من لقطة إلى أخرى. الفيلم من بطولة الفنان فيصل العميري، حنان المهدي، عبدالله الطراروة وغيرهم من نجوم السينما الكويتية.