جدد، أمس، عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحاماتهم لساحات المسجد الأقصى بحماية عناصر من الشرطة الإسرائيلية. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس، إن 287 مستوطن اقتحموا ساحات المسجد، مشيرة إلى أن الاقتحامات تمت من خلال باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، الذي تسيطر عليه الشرطة الإسرائيلية. وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام بدائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس، لوكالة ”صفا” إن 287 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى من باب المغاربة، ونظموا جولات استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته بحراسة شرطية مشددة، وتلقوا شروحات عن ”الهيكل” المزعوم ومعالمه. وكانت شرطة الاحتلال فتحت باب المغاربة، ونشرت وحداتها الخاصة وقوات التدخل السريع في ساحات الأقصى وعند أبوابه، تمهيدًا لتوفير الحماية الكاملة لاقتحامات المتطرفين. وأشار الدبس إلى أن شرطة الاحتلال حاولت استفزاز الحراس أثناء اقتحام مجموعة من المستوطنين الأقصى، وطلبت عدم الاقتراب من المستوطنين، لكن الحراس رفضوا الانصياع لذلك، وشرعت شرطة الاحتلال بتصوير الحراس، وهددتهم بالاعتقال في حال لم يبتعدوا عن المستوطنين المقتحمين لساحات الأقصى. وتوافد العشرات من أهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل إلى الأقصى، وتوزعوا على حلقات العلم وقراءة القرآن الكريم، وسط هتافات بالتكبير احتجاجًا على استمرار اقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم. وتسمح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام المسجد منذ العام 2003 رغم رفض دائرة الأوقاف الإسلامية، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، هذه الاقتحامات ومطالبتها المستمرة بوقفها. ويتعرض المسجد الأقصى بشكل يومي لسلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين وشرطة الاحتلال، وسط قيود تفرضها على دخول الفلسطينيين، وكان المقدسيون أجبروا الاحتلال على التراجع عن إجراءاته الأخيرة بحق الأقصى بعد 12 يومًا من الاعتصام والرباط عند أبوابه، رافضين الدخول إليه إلا بعد إزالة كل أشكال العدوان والتغييرات التي أجراها بحق المسجد. وفي ذات السياق أفاد مسؤول العلاقات العامة والإعلام بدائرة الأوقاف الإسلامية إن توترًا شديدًا ساد في محيط باب المجلس بين حراس الأقصى وشرطة الاحتلال في أعقاب تفتيشها عددًا من الحراس أثناء دخولهم إلى المسجد، موضحا أن الشرطة اعتقلت موظف الإعمار رائد زغير، فيما أجرت عمليات تفتيش وتدقيق في الهويات الشخصية للمصلين الوافدين للأقصى.