أعلنت وزيرة التربية نورية بن غبريط، عن إقامة حفل تكريم لفائدة المتفوقين في الأولمبياد الدولية للرياضيات الذين تحصلوا على ميداليات برونزية وشرفية، ويأتي هذا أمام انتقاد شديد من قبل نقابيين اعتبروا النتائج المحققة من قبل ممثلي الجزائر بعيدة كل البعد عن تأويلات الوزيرة التي زيفت الحقائق. وقالت وزيرة التربية في بيان لها إنه اعترافا بجهودهم وبالنتيجة المحققة، فوج التلاميذ المشارك في الأولمبياد الدولية للرياضيات وفي بطولة الرياضيات لشباب البحر الأبيض المتوسط، استقبل من طرف وزيرة التربية الوطنية بمقر وزارة التربية الوطنية. كما تم تنظيم حفل تكريمي على شرف الجميع من طرف وزارة التربية بثانوية الرياضيات بالقبة، بحضور عبد الوهاب قليل، مدير الديوان، ممثلا لمعالي السيدة وزيرة التربية الوطنية، والسيد محسن الحاج - مدير التكوين والتخطيط للموارد البشرية، ممثلا للسيد الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك. ومن جهة أخرى، حضر المتفوق في الأولمبياد الدولية للرياضيات في نفس اليوم حفل المتفوقين في البكالوريا الذي نظم من طرف فخامة رئيس الجمهورية بقصر الشعب. وتطرقت بن غبريط إلى كيفية مشاركة الجزائر في الآونة الأخيرة في الأولمبياد الدولية للرياضيات التي جرت هذه السنة بمدينة ريو دي جانيرو، بالبرازيل، في الفترة الممتدة من 12 إلى 23 جويلية 2017، عبر ستة (06) تلاميذ من بينهم فتاة واحدة (01)، وهم ينحدرون من ولايات أم البواقي، الأغواط، تمنراست، تلمسان، جيجل والمدية. وأكدت إن هذا الفوج من التلاميذ المجتهدين تمكن من الحصول على ميدالية (01) برونزية وأربع (04) جوائز شرفية في هذه المنافسة الدولية للرياضيات وكذلك ميدالية (01) برونزية شرفية في بطولة البحر الأبيض المتوسط للرياضيات التي أقيمت بإيطاليا. وأمام هذه التصريحات تهاطلت الانتقادات من طرف النقابات والأساتذة عبر الصفحة الرسمية لموقع التواصل الاجتماعي ”الفايس بوك” الخاص بوزيرة التربية بخصوص تأويل الوزيرة هذا النجاح البهر في حين انه في الحقيقة مغاير لذلك. وقال في هذا الشأن المكلف بالتنظيم على مستوى القنابة الوطنية لعمال التربية ”أسنتيو” يحياوي قويدير، في بيان له تحت عنوان ”أتغنى بالبرونزي من الميداليات!!!”، أنه كتبت وزيرة التربية بتاريخ 22 يوليو، على موقعيها في فايسبوك وتويتر، إعلانا جاء فيه النص التالي: ”الجزائر فازت بميدالية برونزية وأربع جوائز شرفية خلال الأولمبياد الدولية للرياضيات التي تقام بالمدينة البرازيلية ريو دي جانيرو”. وذكرت الوزيرة خبرا مماثلا عن أولمبياد روما المتوسطية في الرياضيات لهذا العام، ومن المعلوم أن الأولمبياد العالمية في الرياضيات تمنح لأي تلميذ يحصل على عدد من نقاط تقدير ”مشرف” (وليس ”جائزة شرفية” كما جاء في تصريح الوزيرة). وإذا تحصل التلميذ على نقطة أفضل مُنحت له ميدالية برونزية، تليها الفضية، ثم الذهبية إن كان ممتازا. وأشار المتحدث في هذا الصدد إلى أن عدد المشاركين في الأولمبياد العالمي لهذه السنة مثلا، يقدر بنحو 650 تلميذ أتوا من 111 بلد. وقد مُنحت أغلبيتهم الساحقة تقدير ”مشرف” (الذي سمي في تصريح الوزيرة ”جائزة شرفية”)، ومُنح نحو 160 ميدالية برونزية و90 ميدالية فضية و50 ميدالية ذهبية، أي نحو 300 ميدالية خلال هذه الدورة... بمعنى أن عدد الميداليات يقارب ثلاث مرات عدد الدول المشاركة! وتساءل يحياوي مضيفا ”فأي معنى مميّز يحمله القول بأن هذه الدولة أو تلك فازت بميدالية برونزية؟! ولذا، فالتصريح بأن الجزائر فازت بميدالية برونزية وبأربع ”جوائز شرفية” (الأصح تقدير ”مشرف”) من قبل الوزيرة ومن وَالاَها يعتبر ”لا حدث”، القصد منه الإثارة وتضليل القارئ وادعاء أن لنا مكانة راقية بفضل جهود الوزارة. وفي الأخير قال ”ما دامت السلطات غاضة الطرف على الأهم، ولم تضع الخطة المحكمة لمرافقة النخبة من الشباب على جميع المستويات، وتزويدها بمستلزمات تكوينها وتألقها العلمي فسنظل نتغنّى بالبرونزي من الميداليات وبزيْف الأخبار لتضليل المتتبعين للشأن التربوي والعلمي في البلاد”.