بدأت السلطات الروسية، أمس الأربعاء، في تطبيق قرار الإعفاء الجزئي للرعايا الجزائريين المتوجهين إلى أقصى شرق روسيا، من طلب الحصول على التأشيرة واستبدالها باستمارة بيانات تملأ على الأنترنت تشجيعا لجعلها وجهة سياحية للجزائريين. ونقلت وكالة الأنباء الروسية ”تاس”، أمس، خبر الشروع في تطبيق قرار إلغاء التأشيرة للجزائريين ورعايا 8 دول أخرى عربية. وأمر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، بالشروع الفوري في تطبيق قرار إلغاء التأشيرة، قائلا إن ”الراغبين في زيارة أقصى شرق روسيا، لن يحتاجوا منذ الآن إلى إصدار تأشيرات، إذ سيكون بوسعهم الدخول بعد ملأ إستمارة بيانات بسيطة على الأنترنت”. وأضاف رئيس الوزراء الروسي خلال اجتماعه بنائب رئيس مجلس الدولة، أن ”الحكومة وافقت على قائمة الدول التي سيتمتع مواطنوها خاصة منهم رجال الأعمال والسياح بمعاملة تفضيلية، حيث يمكنهم الدخول إلى روسيا دون تأشيرة، موضحا أنه سيكون بإمكانهم فقط التسجيل على موقع خاص على الأنترنت بعيدا عن الطرق التقليدية”. ويشمل القرار الخاص بمنع التأشيرة، فضلا عن الجزائر ثماني دول عربية، وهي المغرب، وتونس، والإمارات، والبحرين، وقطر، والكويت، والسعودية وعمان من مجموع 17 دولة معنية بعدم اشتراط التأشيرة لدخول أقصى شرق روسيا. وتأتي عملية تطبيق إلغاء التأشيرة للجزائريين ورعايا 17 دولة أخرى، تطبيقا للقرار الذي اتخذه رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، شهر أفريل المنصرم. ويرمي القرار الذي اعتمدته الحكومة الروسية، بالدرجة الأولى، إلى تشجيع السياحة، ولهذا خصت بالذكر منطقة أقصى شرق روسيا فقط، بمجرد ملء استمارة بيانات، في حين يستلزم دخول العاصمة موسكو استصدار تأشيرة. كما يعكس قرار الحكومة الروسية الكثير من الحكمة والجدية لأنها تراهن على إنعاش سياحتها، وهو البلد الذي يضم 23 موقعا هاما، مصنف عالميا من أجل استقطاب جزء من السياح العرب نحو بلادها، لا سيما في منطقة أقصى شرق آسيا، وهي المنطقة المعنية بعدم اشتراط التأشيرة، والتي تضم مواقع هامة منها مثلا، شبه جزيرة كامتشا تكا، ومدينة فلاديفو ستوك الحدودية مع الصين، خلال العهد السوفياتي، فضلا عن مناطق بركانية وجبلية أخرى يعشقها هواة الرياضة الصعبة. وعلى العموم لا يعد قرار إلغاء التأشيرة كليا للجزائريين، وإنما هو جزئي، باعتبار أن الدخول للعاصمة الروسية موسكو ومدن أخرى ذات أهمية، لا يزال خاضعا للطرق التقليدية التي تدرس فيها ملفات الراغبين في دخول العاصمة مثلا، ومناطق أخرى، لكن رغم ذلك سجل في الربيع الماضي تزامنا مع قرار إلغاء الجزئي للتأشيرة ترحيب شعبي كبير في الجزائر بالفكرة، ما يرجح أن تصبح روسيا في المستقبل وجهة للسياح الجزائريين.