تسبب الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة استثنائيا خلال هذه الأيام في ولاية عنابة، في إلحاق خسائر مادية مست عديد القطاعات، والتي أبرزها القطاع الفلاحي قطاع السونلغاز، وقطاع المياه والأشغال العمومية، في هذا السياق ينتظر المسؤولين الولائيين عمل جاد لترميم ما خلفته مختلف الحرائق عبر القطاعات السالفة الذكر. فاق تعداد الحرائق التي اندلعت عبر المساحات الغابية في ربوع بلديات ولاية عنابة، ال9 حرائق معظمها مهول خلف وراءه خرابا كبيرا تمثل في تحول معظم هذه المساحات بما تحويه من حيوانات برية لرماد يحتاج لتسطير برنامج لإعادة الحياة إليه مجددا، من جانب آخر ساهم الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة بفعل هذه الحرائق، في انفجارات كوابل الكهرباء والعدادات على السواء جراء الضغط الكبير عليها، حيث تم تسجيل حريق مهول بحي الإليزا، وشابوي قبالة الشريط الساحلي هذا ناهيك عن تسجيل عديد هذه الظواهر بباقي بلديات الولاية خصوصا منها بلدية البوني، الأمر الذي شكل عبئا آخر على عناصر الحماية المدنية الذين فاقت تدخلاتهم خلال اندلاع هذه الحرائق المختلفة ال99 تدخلا مع العلم أن الحرائق التي اندلعت بجبال الايدوغ وتحديدا عبر بوزيزي، الرمانات، حي البرواقة وغيرها من المناطق ببلدية سرايدي كانت قد استمرت 3 أيام متتالية، عرفت اندلاع هلع المواطنين الذي وجد العديد منهم أنفسهم مجبرون على ترك منازلهم خوفا من ألسنة اللهب، كما تكرر نفس السيناريو عبر بلديات سيدي عمار، برحال، عين الباردة والعلمة أين أتت النيران كليا على عديد المساحات الفلاحية والأشجار المثمرة إلى جانب الأحراش والأدغال. وقائع الصيف الجاري الذي لم تعهده سابقا ولاية عنابة، دفع بالجهات الأمنية لمباشرة تحقيقات وتحريات مكنت من توقيف 4 أشخاص في حالة تلبس ببلدية عين الباردة، حيث كانوا يقومون بإضرام النيران في حقل أحد الفلاحين في منطقة كدية مراح، كما تم ضبط بحوزتهم أشرطة فيديو مصورة لوقائع إضرام النيران في مناطق مختلفة من الولاية، في هذا السياق ينتظر أن يتم كشف المزيد عن هذه الوقائع المأساوية التي أكدت وجوب توفير الإمكانيات المادية لقطاعي الغابات والحماية المدنية من أجل التحكم في حالات الحرائق التي لا تمر صائفة دون تسجيلها خصوصا عبر المساحات الغابية قبالة أعالي عنابة. كما سيكون واجبا على مصالح سونلغاز، إعادة النظر في وضعية الكوابل والمحولات الكهربائية من أجل وضع حد لانفجارها، هذا علما أنه تم تسجيل انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي تسبب في تسجيل خسائر مادية معتبرة للتجار مع تعطيل عمل عديد المصالح منها حتى الطبية عبر المؤسسات الاستشفائية بالولاية، كما تضرر قطاع توزيع المياه الذي تأثر هو الآخر بانقطاع التيار الكهربائي مسببا حرمان سكان الولاية من هذه المادة الحيوية في ظل ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي زاد في تأزم الوضع عبر مختلف بلديات الولاية.