أعلنت محافظة المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي على موقعها على شبكة الأنترنيت عن فتح باب الترشح للمشاركة في فعاليات الدورة الحادية عشرة من هذه التظاهرة، التي من المنتظر تنظيمها شهر نوفمبر المقبل، تخليدا للذكرى الثلاثين لوفاة حسن الحسني، أحد الوجوه البارزة في الحركة المسرحية الوطنية. وتشترط الهيئة المشرفة على تنظيم المهرجان في الفرق الراغبة في المشاركة، تقديم قرص مضغوط يتضمن العرض مسجّلا، مع الأخذ بعين الاعتبار ألاّ تتجاوز مدته ساعة من الزمن. وتتنافس الفرق المشاركة على جائزة العنقود الذهبي التي تُمنح للفائزين في الميادين التالية أحسن نص مسرحي، إخراج، موسيقى، سينوغرافيا، وتمثيل رجال ونساء. وفي سياق متّصل، أعلنت محافظة هذا المهرجان المقرّر تنظيمه بدار الثقافة حسن الحسني بولاية المدية، عن إجراء عملية انتقاء لفائدة المواهب الصاعدة من ولاية المدية في مجال ”المونولوغ” وعروض ”الشو”، بشرط ألا تقلّ أعمار المشاركين عن 18 سنة، ولا تتجاوز 30 سنة، كما يُشترط ألا يتجاوز العرض الواحد مدة عشر دقائق كحد أقصى. ولتشجيع المشاركين في هذه الفئة، قرّرت محافظة المهرجان أن تُمكّن الفائزين منهم، من تقديم عروضهم أمام الجمهور، على هامش المسابقة الرسمية من فعاليات المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي. من جهة أخرى، أعلنت مديرية الثقافة لولاية المدية عن تنظيم ملتقى حول موضوع ”الفكاهة بين التربية والجماليات”، لمناقشة هذا الموضوع ومقاربته فكريا وفنيا، حيث نقرأ في الورقة الأولية التي أعدها المنظمون حول هذه التظاهرة أنّ ”الفكاهة حظيت بعناية فائقة من طرف الفلاسفة وعلماء النفس والتربية والباحثين، وفي المحصّلة هي فاكهة الإنسانية، وأنها تتشابك مع جملة من المفردات مثل ”الاستخفاف”، و”التعريض”، و”الهزء”، و”التندر”، و”التهكم”، و”الهجاء”، و”السّخرية”، ومع كلّ ما هو في منظومة المضحك؛ وقد عرفت الفكاهة عبر مسارها تحوّلات في غاية الأهمية، من حيث المفهوم والدّلالات، غير أن كثيرا من الدراسات ترى في هذا المفهوم، مقاربة للشّذوذ والغريب في الحالات الانسانية، وتلاعب بالبديهيات..”، ويُضيف المنظمون في ورقة هذه التظاهرة ”أن الفكاهة لا تحترم العلاقات بين الأشياء سواء كانت أفكارا أو كلمات أو مواقف، وتعيد ترتيب الأشياء وفق جماليات مختلفة نتيجة تملّك صانعيها لقدرات هائلة على مستوى الابتكار الذكي، ووعيها التام بأن من أهدافها إثارة البهجة والمتعة عبر رسائل مشفرة؛ كما أننا لسنا بحاجة في هذا المقام لاستعراض آراء الأطباء في هذا الصّدد من حيث فوائد الضحك في تنشيط الدورة الدموية، والخلايا العصبية، واسترخاء العضلات وما يتصل بذلك من انقباض وانبساط عضلات الوجه في حالة السرور، فكل ذلك مبسوط في المقالات والأبحاث العلمية المتخصصة”. واشترطت محافظة المهرجان في الأوراق المشاركة الأصالة والابتكار والالتزام بالدقة والمنهجية العلمية، وألا يكون البحث منشورا وأن يقع البحث ضمن إطار محاور الملتقى وهي عديدة نذكر منها: الفكاهة التاريخ والتحولات، الفكاهة كظاهرة اجتماعية، نظريات الإضحاك، الفكاهة وسيلة لمقاومة العنف..، وغيرها. وتجدر الإشارة في الأخير، إلى أنّ مهرجان ولاية المدية للفكاهة كرّم منذ تأسيسه قبل سنوات العديد من وجوه الفكاهة في الجزائر على غرار رويشد، محمد التوري، رشيد القسنطيني..، وهذا كاعتراف بما قدّمه هؤلاء لفن الفكاهة والمسرح في الجزائر.