تستعد قاعات عرض ومتاحف وصالات أوروبية لتقديم 60 معرضا عن أعمال بيكاسو خلال السنوات الثلاث القادمة، وتعد ”بيكاسو من بيكاسو”، ”بيكاسو بدائي”، ”أولغا بيكاسو”، ”بيكاسو الدائرة الحميمة”، ”بيكاسو على البحر” مجرد عينة من المعارض العديدة والمتنوعة، التي تقام هذه الأيام في فرنسا فقط، وتعكس جوانب من إبداع الفنان الإسباني الأشهر، بابلو بيكاسو. وأدرجت بالفعل أكثر من 60 مؤسسة فنية الفنان ضمن برامجها خلال الأشهر القادمة، وتشمل هذه المؤسسات متاحف وقاعات عرض في باريس، ونابولي وروما وبرشلونة وأثينا، فيما تتحدث الصحافة الفرنسية عن ظاهرة ”اجتياح جنون بيكاسو لأوروبا”. ويعتبر بيكاسو من أغزر فناني القرن العشرين إنتاجا، وبحسب تقديرات الخبراء، أنجز الفنان على مدار ستة عقود من مشواره الفني ما يزيد عن 20 ألف لوحة واسكتش، دون احتساب أعمال الخزف والحفر (الغرافيك) والكولاج والنحت، وفنون إعادة التدوير، وهي أعمال تملأ في مجملها العديد من المتاحف. غير أن الولع بأعمال بيكاسو لا يرجع فقط لكثرتها، حيث يوضح حفيده برنارد رويث من زوجته الأولى، روسية الأصل، أولغا، سببا آخر لاستمرار نجاح أعمال بيكاسو وشهرته العالمية، مشيرا إلى أن الفنان الإسباني أصبحت أعماله جزءا من ثقافة العالم أجمع، كما تعد وسيلة هامة لفهم تطور تاريخ الفن عبر القرن العشرين. ويعد رويث خبيرا متخصصا في أعمال بيكاسو، ويشرف على متحف جده الذي افتتح في مالقة، جنوب إسبانيا عام 2003، بالإضافة إلى كونه مرمم لوحات وعمل مستشارا فنيا لمعرض أولغا بيكاسو.. وقال مدير متحف بيكاسو بباريس، لورين لو بون، إن الفنان الإسباني قدم فنا يمكن تأمله دوما من خلال وجهات نظر جديدة ومختلفة. أعماله تجدد نفسها باستمرار، ولهذا هناك دائما ولع متجدد بأعمال بيكاسو سواء الرسم أو الحفر أو النحت. ويعتبر لو بون من أشد المتحمسين للترويج لظاهرة ”اجتياح جنون بيكاسو”، من خلال فكرته لمشروع ”بيكاسو - البحر المتوسط”، والتي سيجري تنفيذها خلال الفترة بين 2017 و2019 بمشاركة 60 مؤسسة فنية من ثماني دول. كما يبرز من بين أسباب استمرار الولع ببيكاسو وأعماله إلى ما لا نهاية، أن الجمهور لا يمل من تكرار مشاهدة إبداعاته.