عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، نهاية الأسبوع الماضي، وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة، ضمن مجلس استشاري رفيع المستوى معني بالوساطة الدولية. ونقل المركز الإعلامي للمنظمة الأممية عن غوتيريش، تأكيده ”في إطار هذا الجهد أعلن تشكيل مجلس استشاري رفيع المستوى معني بالوساطة، يتشكل المجلس من 18 شخصية دولية معروفة تجلب خبرات ومهارات ومعرفة عميقة لهذه المهمة بالغة الأهمية أتطلع إلى أن يقدم لي النصيحة والدعم لجهود وساطة محددة”. وأعرب غوتيريش عن ثقته في أن ”المجلس الاستشاري، سيساعد في التعاون بشكل أكثر فعالية مع المنظمات الإقليمية وغير الحكومية وغيرها من المنخرطين في جهود الوساطة حول العالم”. ووفق ذات المصدر فإن المجلس يضم شخصيات دولية معروفة في الساحة الدبلوماسية، بينها الجزائري رمطان لعمامرة والأردني ناصر جودة. وغادر لعمامرة منصب وزارة الخارجية في ماي الماضي بعد سنوات قاد فيها الدبلوماسية الجزائرية، وكانت قيادته للوساطة في أزمة شمال مالي أهم ملف يمسكه الوزير المعرزوف بحنكته الدبلوماسية الكبيرة في التعامل مع الملف، حيث نجح في ذلك رغم العراقيل الكبيرة التي كانت تعترض طريقه. جدير بالذكر أن الدبلوماسي رمطان لعمامرة له خبرة وتجربة كبيرة في مجال العلاقات الدولية، حيث شغل مؤخرا منصب وزير ا للدولة وزير االشؤون الخارجية، ومبعوثا للأمم المتحدة إلى ليبيريا بين عامي 2003 و2007، وكان سفيرا للجزائر لدى الأممالمتحدة في الفترة بين 1993 و1996، كما تم انتخابه في 2010 رئيسا لمجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي. وما تعيينه المجلس الاستشاري معني بالوساطة الدولية إلا خير دليل على حاجة الأممالمتحدة لمثل شخص لعمامرة في حل النزاعات الدولية من باب الخبرة التي يتمتع بها والمعرفة العميقة لهذه المهمة التي أوكلت له. وعلى مدار سنوات أدار فيها الدبلوماسية الجزائرية، لفت رمطان لعمامرة الأنظار، ولاقت جميع تصريحاته تقريبا الإجماع، فمنذ سنوات طويلة لم يكن للجزائر وزير خارجية بهذا المستوى، وهذا التحكم في الملفات التي يسيرها، مع أن الجزائر تزخر بكفاءات دبلوماسية غيبت لسنوات. ويعتبر رمطان لعمامرة من جيل الدبلوماسيين الذين تعلموا في المدرسة الجزائرية، فهو يتحدث أربع لغات على الأقل بطلاقة.