أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، استعداد بغداد للتدخل عسكرياً إذا أدى استفتاء كردستان العراق إلى العنف. واعتبر العبادي أن قرار الاستفتاء ”خطير ولعب بالنار”، مشدداً على أن عواقب فرض الأمر الواقع ستكون ”كارثية”. وتابع العبادي ”كل المكتسبات التي حققها مواطنونا الكرد العراقيون معرّضة للتهديد”. وأضاف رئيس الوزراء العراقي ”عندما تفتح خلافاً مع الكل ولا تعترف بالدستور والحدود والقانون العراقي، وتطلب من الدول الأخرى الاعتراف، فإن هناك تناقضاً”. أضاف القول ”أنت الآن تفتح الباب على مصراعيه لعدم احترام هذه الدول للحدود والدستور العراقي وتشجّع الآخرين على التدخّل بالشأن العراقي”. ورأى العبادي أن هناك مشكلة بين الإقليم والحكومة الاتحادية يجب حلّها في جوّ أخوي وليس انفصالياً. من جهة أخرى، أشار العبادي إلى أن الهمّ الأكبر اليوم للحكومة العراقية هو تأمين الحدود مع سوريا، مشيراً إلى أن بغداد طلبت من دمشق التعاون في هذا الشأن واشترطت التعامل مع ”جيش نظامي” لأجل تحقيق ذلك. ومن جانبه صرّح وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، في مقابلة مع قناة ”أون لايف” المصرية، أن ”الأكراد لديهم حلم إقامة دولة كردستان الكبرى في 5 دول بمقدمتها العراق”، لافتاً إلى أن ”الأكراد يلوحون بورقة الانفصال بشكل مستمر وهذا يؤثر على مبادئ العراق ووحدته وسلامة أراضيه”. وكان برلمان كردستان العراق قد صوت، الجمعة، لصالح إجراء استفتاء الاستقلال في موعده المقرر في 25 سبتمبر. ووافق 65 عضوا على إجراء الاستفتاء الذي دعا إليه رئيس الإقليم، مسعود بارزاني. ورفض مجلس النواب العراقي في وقت سابق هذا الأسبوع إجراء استفتاء استقلال إقليم كردستان. ووجه بارزاني انتقادات حادة للبرلمان العراقي، معتبراً إياه أنه يرزح تحت سيطرة ”مجموعة شوفينية”، وأكد أن الاستفتاء سيجرى في موعده في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت رفضها مساعي حكومة إقليم كردستان إجراء الاستفتاء، وأشار البيت الأبيض إلى أن الاستفتاء يشتت الانتباه عن الجهود الرامية إلى هزيمة داعش وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة. ودعا حكومة إقليم كردستان إلى إلغاء الاستفتاء والدخول في حوار جاد ومستمر مع بغداد، مشيرا إلى استعداد الولاياتالمتحدة لتسهيل هذا الحوار. وعرض وفد غربي على إقليم كوردستان مقترحا بديلا لتأجيل الاستفتاء عن موعده. وقال رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني أن المقترح الذي عرضه الغرب على الإقليم كبديل عن الاستفتاء لم يكن بالمستوى المطلوب. وقال بارزاني: ”حتى الآن لم يقدم لنا البديل الذي أردنا أن يحل محل الاستفتاء”. وتابع القول ”أمامنا خياران.. إما الاستقلال أو الاضطهاد مرة أخرى”، مصيفا: ”طريق الاستقلال محفوف بالمخاطر لكن عدم التحرك صوبه ستكون مخاطره أكبر”. وتابع بارزاني قائلا: ”تأخرنا جدا في إجراء الاستفتاء وكان من المفترض أن نجريه سابقاً”.