تسلّم رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، الخميس، مقترحا بديلا عن الاستفتاء من ممثلي أمريكا وبريطانيا والأمم المتحدة، وأكد عزمه على بحث المشروع مع القيادة السياسية الكردستانية والرد عليه قريبا. واجتمع مع ممثل الرئيس الأمريكي في «التحالف الدولي» ضد تنظيم « الدولة »، بريت ماكغورك، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة، يان كوبيج، والسفير الأمريكي في العراق دوغلاس سيليمان، ممثل الحكومة البريطانية في العراق وفرانك بيكر. وذكر بلاغ صادر عن الاجتماع أن «الوفد الدولي قدم مقترحا بديلا عن استفتاء اقليم كردستان إلى رئيس الاقليم مسعود بارزاني»، مشيرا إلى ان «بارزاني تسلم البديل ووعد بالرد عليه في القريب العاجل بعد مشاورة القيادة السياسية الكردية». وقال ماكغورك، في مؤتمر صحافي عقده في أربيل: «قدمنا لرئيس اقليم كردستان، المشروع الذي يريده كبديل عن الاستفتاء». وأكد «رفض التحالف الدولي لإجراء الاستفتاء في اقليم كردستان وعدم دعمه». وواصل: «لن يكشف في الوقت الحالي عن تفاصيل ذلك المشروع»، مضيفا «نحن بانتظار أن يناقش بارزاني ذلك المشروع المقترح مع القيادات الكردية والرد علينا». وأضاف أن «المقترح البديل عن الاستفتاء الذي تم تقديمه لبارزاني، يعالج الكثير من المشاكل بين بغداد وأربيل ويخدم مصلحة الجانبين»، مطالبا القيادات الكردية بالرد على المقترح البديل بأسرع ما يمكن. وبين أن «نتائج الاستفتاء لها عواقب وخيمة على الشعب الكردي في حال إجرائه وأن التحالف الدولي لن يسانده»، مؤكدا أن «الاستفتاء لن يتمتع بأي دعم دولي». أما بارزاني، فأكد خلال تجمع جماهيري أقيم في قضاء زاخو في محافظة دهوك أنه «أبلغ الدول العظمى أن الكرد سوف يتخلون عن الاستفتاء مقابل بديل أفضل»، مضيفا أنه «لم يعد هناك وجود لسايكس بيكو ولوزان وشعب كردستان هو من سيقرر مصيره». وأعتبر أن «إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم أنهت الشراكة مع بغداد»، مؤكدا أن «تصعيد البرلمان العراقي يقطع طريق المفاوضات مع الحكومة المركزية». وتابع «لا يوجد توازن ولا توافق ولا شراكة مع بغداد بعد فشل جميع المحاولات معها»، مضيفاً «نحن لا نهدد احدا.. من يتعدى على كردستان فالميدان مفتوح». وأضاف «اذا لم يوجد بديل سنذهب إلى الاستفتاء فليكن ما يكون»، مشيرا إلى أن «الاغلبية السياسية قطعت رواتب البيشمركه وصرفت مليون دولار للحشد الشعبي». وبين أن «حرق الأعلام ليس من شيمنا وأخلاقنا»، موضحا أنه «يجب حماية كافة الأديان والطوائف في كردستان». وأشار إلى أن الدستور العراقي يؤكد على الحفاظ على عراق اتحادي حر وليس إجباريا، مضيفا أنه «وبوجود إرداة الشعب الكردي فإن الاستقلال مضمون»، حسب تعبيره. في السياق، عبّر الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة بارزاني، عن مخاوفه من خطورة ما وصفه «تهديد البرلمان» وبعض «ممثلي الشعب العراقي». وقال النائب عن الحزب ماجد شنكالي ل«القدس العربي»، إن «قرار البرلمان الأخير (بشأن رفض استفتاء الإقليم) احتوى على تهديد واضح؛ وهذا أمر خطير، تجاه مكون مهم من مكونات الشعب العراقي». وكشف عن وجود «ممثلين من الشعب العراقي، هددوا باتخاذ خطوات قد تكون عسكرية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «الكتل الكردستانية تطالب بتجميد وإلغاء قرار البرلمان، وإلا فستكون الخيارات أمامها مفتوحة لاتخاذ مواقف أخرى». لكنه أكد أيضاً أن الأكراد «مع الحوار حتى آخر لحظة، وأن إجراء الاستفتاء لا يعني الانفصال مباشرة، وستبقى الحوارات المباشرة مع بغداد في كل المجالات». وتزداد المخاوف من احتمالية تصاعدّ حدّة المواقف بين بغداد وأربيل بشأن استفتاء إقليم كردستان العراق المزمع إجراؤه في 25 أيلول/ سبتمبر الجاري، وانجرارها إلى «تصعيد مسلح» بين الطرفين، وسط دعوات «داخلية وخارجية» إلى اعتماد الحوار في حل الخلافات.