أعلنت الحكومة الصينية "حرباً شعبية" على المتمردين التيبتيين في لاسا التي تشهد أعمال عنف ادت الى سقوط ثمانين قتيلاً وفق الحكومة التيبتية في المنفى في حين ندد الدالاي لاما ب"ابادة ثقافية" مطالباً بتحقيق دولي• وبدت عاصمة التيبت التي شهدت اعمال عنف، هادئة الا ان اعداداً كبيرة من قوات الشرطة ما تزال منتشرة فيها بحسب ما افاد مصادر اعلامية• وقتل سبعة اشخاص على الاقل بالرصاص الاحد في تظاهرة قمعتها الشرطة في نغاوا في مقاطعة سيشوان (جنوب غرب) بحسب مجموعتين مواليتين للتيبت• وذكرت كايت سوندرز من الحملة الدولية للتيبت نقلاً عن شهود عيان ان "التظاهرة قمعت بالقوة• واطلقت الشرطة النار على الحشود ما ادى الى سقوط سبعة قتلى"• وتحدث مركز التيبت لحقوق الانسان والديموقراطية عن "تأكد نبأ سقوط 13 قتيلاً" بينهم رهبان من دير كيرتي في نغاوا على بعد حوالي الف كلم شمال شرق لاسا• وكان الوضع ما يزال متوتراً في مقاطعة غانسو (شمال غرب) حيث نظِّمت تظاهرات جديدة السبت في محيط دير لابرانغ• وتحدَّثت معلومات غير مؤكدة عن تنظيم تظاهرة طلابية صغيرة في لانزو• وندد الدالاي لاما الزعيم الروحي للبوذيين التيبتيين من منفاه في دارامسالا (الهند) بموقف السلطات الصينية في التيبت• وقال الدالاي لاما في مؤتمر صحافي "ارجوكم اجروا تحقيقاً اذا كان ذلك ممكناً••لتحاول هيئة دولية التحقيق في الوضع في التيبت"• واضاف "تحصل ابادة ثقافية هناك، أكان ذلك متعمداً ام لا" مؤكداً ان التيبتيين يعاملون "كمواطنين من الدرجة الثانية" في هذه المنطقة الصينية التي تتمتع بحكم ذاتي• من جهتها دعت منظمة العفو الدولية السبت السلطات الصينية الى السماح للأمم المتحدة باجراء تحقيق مستقل في هذه الاحداث• وكانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي اعربا الجمعة عن قلقهما وطلبا من الصين "ضبط النفس" في هذه الأزمة التي اندلعت في العاشر من مارس• وما زالت ظروف اندلاع احتجاجات الجمعة التي تعد الاضخم منذ الحكم الصيني للتيبت في 1989 وقبل خمسة اشهر من دورة الالعاب الاولمبية في بكين، غير معروفة بدقة• والحصيلة الرسمية اشارت الى سقوط 10 قتلى في اعمال العنف في حين ذكرت الحكومة التيبتية في المنفى ان عدد القتلى يقدر بثمانين• وتظاهر حوالي ألف شخص الاحد في دارامسالا احتجاجاً على "الابادة في التيبت" وداسوا باقدامهم مئات الاعلام الصينية• واكد رئيس بلدية لاسا ان "الوضع في التيبت اجمالاً مرض حالياً" نافياً شائعات عن فرض الاحكام العرفية• وبحسب شهادات وصور انتشرت وحدات عسكرية كبيرة في المدينة• واعلنت السلطات الصينية انها ستفرض الأمن و"ستتحرك بحزم" للتصدي لاعمال العنف التي قالت ان "زمرة الدالاي لاما" تسببت بها• واعتبرت حكومة التيبت في المنفى ان هذه الاتهامات "لا اساس لها على اطلاق"• وخلال اجتماع ازمة عقد السبت اكد المسؤولون المحليون ضرورة "شن حرب شعبية" على المتمردين التيبتيين "لحماية استقرار" البلاد• وامهلت السلطات المتظاهرين حتى الاثنين للاستسلام•