تشكل دار الشباب بقصر البخاري فضاء رحبا يجمع الشباب الموهوب من مختلف التخصصات، واستطاع هؤلاء رغم قلة الإمكانات رفع التحدي وكلهم عزيمة وإرادة في مواصلة العطاء الفني وصقل مواهب شابة تعد بالكثير في المجال الفني والمسرح والأغنية الملتزمة. صادف يوم تواجدنا بدار الشباب بقصر البخاري، تنظيم احتفال ديني بمناسبة المولد النوبي الشريف، ساعات قبل انطلاق الحفل، استطاع الشباب المشرف على الدار تحت إشراف المدير احمد مخلوف، وهو إطار، خريج المعهد الوطني لتكوين الشباب بتقصراين بالعاصمة، أن يحولوا المكان إلى خلية نحل، فالأمر يتعلق بحفل عائلي ستحظره بنات ونساء قصر البخاري وتنشطه فرقة الشهاب للأغنية الملتزمة، ووسط ديكور جذاب ومتنوع بألوان زاهية، ترك المطرب بشير عتيق كل الحرية لحنجرته الذهبية بأداء روائع "زاد النبي"، "نبي الهدى" وأغاني أخرى انسجمت مع الإيقاع وصوت الطبلة، مشكلين أغنيات تداعب الأحاسيس المرهفة وتخاطب العقول، وعلى مدار أكثر من ساعة ونصف الساعة من الزمن شاركه في الأداء المطرب المتألق احمد النعيمي، هذا الشاب الذي أحسن أداء الطابع العاصمي من الأغنية الملتزمة بشكل لفت انتباه الحضور، الذين كان من بينهم رئيس البلدية ونائبه الأول، وما يسجله المتتبعون للواقع الثقافي بالولاية، أن دار الشباب بقصر البخاري تسجل حضورها ببرامج متنوعة كل مناسبة، سواء الدينية منها أو الوطنية، ويقول في هذا السياق المدير الذي يتواجد على رأس المؤسسة منذ أكثر من 8 سنوات، أن تنوع المواهب واختلاف تخصص الشباب صنع من دار الشباب مركز إشعاع ثقافي وفني قويين، وتعاون أفراده وعناصره، حقق الانسجام الذي يعد أساس كل عمل ناجح، وظهر أداء فرقة الشهاب للأغنية المنسجمة كأحسن دليل على ذلك. وما راق إعجاب الحضور في الحفل، هي طريقة ربط الحناء للأطفال، تحت زغاريد النساء وتصفيقات الرجال، وحرصت الفتيات أن تكون العملية تحت ضوء الشموع. وإذا أردنا التعرف على من مع سيحمل مشعل فرقة الشهاب مستقبلا ويخلفها على الساحة الفنية، لوجدنا الإجابة السريعة، إنها براعم فرقة "أحلام البخاري"، وتجلى ذلك من خلال أدائها لأغنية "زاد النبي" بطريقة يعد من خلالها البراعم بمستقبل زاهر، تحت قيادة المايسترو بشير عتيق ومساعدة فتيحة وعزان. ويضم الفضاء الثقافي نشاطا خاصا بمسرح الأطفال، وتم استحداث فرقة تمزج بين عرض مسرح العرائس والتهريج وهي الفرقة الوحيدة على مستوى الولاية التي جمعت بأداء حسن بين النشاطين المذكورين خصوصا على مستوى التهريج، وكان تواجدنا بدار الشباب فرصة للتعرف على مختلف الفروع التي يضمها الفضاء فنقطة الإصغاء المتوفرة بالدار، تستقبل يوميا شبابا وفتيات يطرحون مشاكلهم العاطفية والاجتماعية التي تجد آذانا صائغة من طرف المختصة النفسانية التي توجههم بنصائح وتوجيهات وإرشادات كثيرا ما تمكنهم من الخروج من دوائر الخطر التي كانوا محاصرين فيها، بعد متابعة ومرافقة نفسية دائمين. وتقوم نفس خلية الإعلام والإصغاء بتنظيم أيام تحسيسية حول التدخين ومكافحة الأمراض وتنقل السيدا، كما تم استحداث ركن سمي "فضاء المواطنة" يعقد جلستين كل أسبوع تستعرض فيه المختصة في التاريخ المحطات الهامة من التاريخ الجزائري القديم منه والحديث. كما تضم دار الشباب النادي البيئي الذي يقوم بأعمال تحسيسية حول حماية المحيط وحفظ البيئة ويشارك النادي في المعارض المنظمة على المستوى البلدي والولائي.