نظمت العديد من النشاطات في ذكرى استشهاد أسد جرجرة "العقيد عميروش"، التي تصادف يوم 29 مارس من كل سنة، منها زيارة إلى مسقط رأسه مع مختلف النشاطات الثقافية، التي تم التطرق من خلالها إلى إعادة سرد مسيرة "العقيدين عميروش و سي الحواس"، الذي يصادف هذا التاريخ، الذكرى ال 49 لاستشهاده، التي يجب تجسيدها على مدار السنة، عرفانا لما قدماه لتحرير هذا الوطن، وعليه يجب تدوين مسيرتهم النضالية للأجيال الصاعدة، ولا يجب أن تبقى حبيسة الأدراج• "عميروش" هو قائد الناحية الثالثة التاريخية، وهو من مواليد قرية "تاسافت اوقمون" ببلدية ابودرارن بأعالي جبال جرجرة، أين ترعرع في أسرة محافظة •وكان "العقيد عميروش" قد انتقل إلى منطقة غليزان، أين كان يشتغل بأحد المتاجر إلى جانب النشاط السياسي• مما دفع الاستعمار للزج به في السجن لأول مرة في سنة 1947م، و الثانية في سنة 1948م• ثم قرر السفر إلى فرنسا في سنة 1950م، سعيا منه لممارسة نشاطه السياسي بعيدا عن ضغوطات العدو• وشهرين قبل اندلاع الثورة التحريرية عاد "العقيد عميروش" إلى أرض الوطن، وكان البطل الأول الذي أشرف على سير أشغال الثورة بجبال عين الحمام، وتدرج في العديد من المسؤوليات العسكرية• وبمجرد اقتراب موعد انعقاد موتمر الصومام، تم محاصرة "العقيد عميروش" بأزيد من 60 ألف عسكري، حيث قام باعداد 5 كتائب جهزها بمختلف الأسلحة، مهمتها الحراسة وتوفير الأمن للمؤتمرين• و في 1957م رحل إلى تونس أين التقى هناك بقادة الثورة، أين اتصل بقادة الناحية الأولى والثانية من بينهم سي الحواس، واسمه الحقيقي "احمد بن عبد الرزاق حمودة" من مواليد 1932م بمشنوش احدى قرى الأوراس، أين كان يحمل في نفس الفترة رتبة ضابط ثاني قائد المنطقة الثالثة للولاية الأولى، ليعين بعد وفاة "علي ملاح" قائد للولاية السادسة• وكان "عميروش" قد عين في صائفة1957م قائد الولاية الثالثة، بعد أن التحق كل من "كريم بلقاسم" و "محمدي السعيد" بلجنة التنفيذ والتنسيق بتونس، وبعد اجتماع العقداء في1958م وبعد التمعن والنظر أكثر في قضايا الثورة، كلف كل من العقيد "عميروش" ورفيق دربه "سي الحواس" بمهمة الاتصال بالقيادة بتونس، ما دفع بهما إلى الإنفراد متجهين نحو منطقة بوسعادة، أين وقعا في كمين للجيش الفرنسي، عقب اشتباك عنيف مع الجيش الفرنسي، ليستشهد العقيدين بتاريخ ال 29 مارس من سنة 1959م بجبل ثامر•