يتواصل في مدينة جنيف السويسريه المهرجان الدولي الرابع للفيلم الشرقي. هذا وقد اختارت اللجنة الفنية للمهرجان فيلمين كرديين للمخرج الكردي السوري مانوخليل، حيث عرضا يوم أمس. الفيلم الأول هو فيلم "الأنفال، بسم الله والبعث وصدام"، الفيلم كان قد أنتج قبل ثلاث سنوات وهو يتحدث عن العمليات العسكرية التي قام بها النظام العراقي السابق ضد الشعب الكردي في كردستان العراق، حيث راح ضحية تلك العمليات العسكرية أكثر من 182 من المدنين الأكراد. فيلم "الأنفال" يحتوي على شهادات ومقابلات مع أناس نجوا بالصدفة من مجازر دموية، الفيلم يضم مقابلات مع عوائل أرسلت بناتها كنساء كسبايا الى دول عربية كانت تربطها علاقات صداقة مع النظام العراقي السابق. أما الفيلم الثاني الذي سيعرض في المهرجان الدولي الرابع للفيلم الشرقي في جنيف فهو فيلم "دافيد تولهيلدان" ومن المعروف أن هذا الفيلم شارك في العديد من المهرجانات السينمائية العالمية ولايزال يتلقى العروض من مهرجانات أخرى بالرغم من الاحتجاجات التي يقوم بها النظام التركي كلما عرض في مهرجان ما، حيث يطالبون تلك المهرجانات من خلال سفاراتهم بوقف عرض الفيلم تحت حجة أنه فيلم " ارهابي". فيلم "دافيد تولهيلدان" يتحدث للمرة الأولى بشكل حقيقي ومن خلال أناس ليسوا أكرادا عن قضية الشعب الكردي في كردستان تركيا، حيث يتحدث الفيلم عن حياة الشاب السويسري دافيد رويللر، ابن رئيس المحكمة الفيدرالية السويسرية السابق الذي ومنذ ما يقارب السبع سنوات ترك خلفه وطنه سويسرا واتجه صوب جبال كردستان، حيث التحق بالمقاتلين الكرد. من خلال قصة هذا الشاب السويسري يتعرف المشاهد عن قرب على حياة المقاتلين الكرد في جبال كردستان، والأسباب التي دعته لترك وطنه الجميل ليعيش العذاب في جبال كردستان. الفيلم يظهر بالتناوب حياة العائلة الكردية وحياة العائلة في سويسرا والأم السويسرية التي تقرر برغم عمرها الكبير أن تسافر الى كردستان رغم كل المخاطر لتلتقي بابنها في الجبال والكهوف الكردية، حيث تصبح هي أيضا شاهدة على زمن تاريخي مليء بالعنف والاضطهاد.