أعلن القائمون على مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، الذي تنظّمه هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، عن الأفلام التي ستُعرض من خلال برنامجين مميزين من برامجه وهما "مخرجات من العالم العربي"، الذي من المنتظر أن تشارك فيه المخرجة الجزائرية نادية شرابي، والمخرجة الشابة ياسمين شويخ، وكذا برنامج " 60 سنة على تقسيم فلسطين". ويأتي غياب الجزائر عن المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان صنف الأفلام الطويلة، لالتزام المهرجان بشرط اقتصار عروض الأفلام الطويلة على الأفلام الجديدة التي لم يسبق عرضها، وستقتصر المشاركة الجزائرية على إعادة عرض فيلم "ما وراء المرآة" لنادية شرابي والفيلم القصير "الباب" لياسمين شويخ، وذلك ضمن برنامج "مخرجات من العالم العربي" الذي يعنى بإبراز دور المرأة العربية العاملة في الإخراج السينمائي، خاصة لما تمتلكه المخرجة العربية من أدوات وحسّ سينمائي، عاليين أثّر بشكل كبير على المشهد السينمائي في المنطقة بشكل عام، إضافة إلى ما فيه من تشجيع للمواهب الشابة على خوض غمار التجربة الإخراجية بشكل خاص، وهو يقام للسنة الثانية على التوالي، بعد النجاح الكبير الذي حقّقه في الدورة الأولى من المهرجان. وقد تمّ إسناد مهام برنامج "مخرجات من العالم العربي"، للناقدة السينمائية اللبنانية ريما المسمار، وهو مهدى إلى روح المخرجة اللبنانية الرائعة رندة الشهال التي غادرت الدنيا في شهر أوت الماضي، وكانت الراحلة معروفة بإنجازاتها الرائعة على المستوى العالمي، حيث سيعرض فيلمها الأخير "طيارة ورق" في افتتاح فعاليات البرنامج، وهو العمل الذي يعدّ الفيلم العربي الوحيد الذي فاز بجائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية السينمائي لعام 2003. وإضافة إلى فيلم الافتتاح، يعرض ضمن هذا البرنامج 11 فيلما آخر منها الروائي والوثائقي والقصير وحتى أفلام الرسوم المتحركة، من لبنان، فلسطين، مصر، تونس، المغرب، سوريا وفرنسا، ومن بين الأفلام التي ستعرض فيلم " 3 سنتيمتر أقل" وهو فلسطيني من إخراج عزة الحسن، و"شحاذون ونبلاء" وهو مصري من إخراج أسماء البكري ومن انتاجات عام 1991، ويتناول بشكل مبدع قصة ألبرت كوسيري التي تدور أحداثها في مصر في أواخر الحرب العالمية الثانية عن رجل يقتل عاهرة مع سبق الإصرار، في حين ينتظر الضابط الشاب الموكّل بالتحقيق في القضية لحظة المواجهة. ويعدّ فيلم الرسوم المتحركة اللبناني "يا ولدي!" للمخرجة لينا غايبة، أحد أكثر الأفلام إثارة ضمن برنامج "مخرجات من العالم العربي"، وهو فيلم قصير يجسّد الألم والمعاناة التي تنتاب الأمهات أثناء انتظار أبنائهن الذين غابوا في الحرب، وتضم قائمة الأفلام أيضا كلا من فيلم "ماروك" للمخرجة ليلى مراكشي، فيلم "خميسة" التونسي للمخرجة ملكا مهداوي، فيلم "ما وراء المرآة" للمخرجة نادية شرابي، فيلم "حروبنا التعسة" للمخرجة الراحلة رندة الشهال، فيلم "صورة لأم علي" للمخرجة ديمة الحر، فيلم "صمت القصور" للمخرجة مفيدة تلاتلي، وأخيرا فيلم "خيط الحياة" للمخرجة اللبنانية رزام حجازي. أمّا البرنامج التاريخي للمهرجان هذا العام، فسيعنى ب "ستون عاما على تقسيم فلسطين" تماشياً مع الحملة العالمية الواسعة لإحياء هذه الذكرى الأليمة، وللتأكيد على أنّ القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى من المحيط إلى الخليج، ويدير هذا البرنامج المخرج والناقد السينمائي المبدع العراقي قيس الزبيدي، مؤلّف موسوعة السينما الفلسطينية، وسيشهد البرنامج عروضا لأفلام عن القضية الفلسطينية بشكل عام يعود تاريخ إنتاج أقدمها إلى عام 1970، وتتميّز جميعها بكونها أخرجت على أيدي مخرجين غير عرب والهدف من ذلك هو التأكيد على عالمية القضية الفلسطينية. وسيعرض خلال البرنامج 16 فيلماً تتراوح بين الروائية والوثائقية والقصيرة وبعضها نال جوائز على المستوى الدولي والإقليمي، ومن ضمنها فيلم "الشعب المضطهد دائماً على حق"، الذي تمّ إنتاجه في عام 1975 ويتناول قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بالإضافة إلى فيلم المخرجة سارة مونتغومري "الانتفاضة - الطريق إلى الحرية" ويحكي قصة الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما يعرض ضمن هذا البرنامج فيلم "أرض الآباء" وهو فيلم من ثلاثة أجزاء أخرجه جورج سلوزير بين 1974 و1983، ويحاول من خلاله أن يوثّق حكاية اثنين من المقاومين الفلسطينيين وحكاية عائلتين طردتا من أرضهما قسرا. ويعدّ فيلم "رسائل من فلسطين" أحد الأفلام المعروضة ضمن هذا البرنامج، وشارك فيه 11 مخرجاً وأٌنتج عام 2003 وتمّ تصويره لمدة أسبوع كامل دون توقّف، وينقل بالصوت والصورة عشر قصص تتناول حياة المدنيين الفلسطينيين في مدن فلسطينية مختلفة يعمّها الخطر مثل رام الله والقدس وغزة. وتضمّ قائمة الأفلام التي ستعرض ضمن هذه الفئة فيلم "كل يوم" للمخرج ماركو إس بوتشيني، فيلم "غيتو غزة" للمخرجة بيا هولمكيست، فيلم "جينيت في شاتيلا" من إخراج ريتشارد ديندو، فيلم "أنا أتيت إلى فلسطين" للمخرج روبرت كريج، فيلمي "على أرضنا" و"أصوات من غزة" للمخرجة أنتونيا كاتشيا، فيلم "فلسطين تشتعل" لمونيكا مورير، فيلم "أطلق الرصاص وابكي" لهيلين كلوداوسكي، وفيلم "الشاب فرود في غزة" للمخرجتين بيا هولمكيست وسوزان خرداليان.