لا يشكل توسيع الاتحاد الاوروبي ليشمل اعضاء جدد تهديدا بل فرصة حقيقة لدعم اسس الشراكة المثمرة بين بلدان ضفتي المتوسط بما يضمن الازدهار والاستقرار لشعوب المنطقة. تلك هي الفكرة الرئيسية التي عبر عنها المشاركون في المنتدى العالمي الذى تنظمه مجلة ((الاقتصادى المغاربي)) حول موضوع "الدول الجديدة الاعضاء في الاتحاد الاوروبي وبلدان حوض جنوب المتوسط شركاء ام متنافسون" والذى افتتحت اعماله اول من امس( الجمعة) بتونس . ودعا المشاركون في هذا اللقاء الى تبني تمشي براغماتيكي لدعم الشراكة شمال جنوب ولا سيما وضع مشاريع فعلية كفيلة باعطاء دفع جديد للاندماج الاورومتوسطي . وقال وزير الخارجية التونسى عبد الوهاب عبد الله فى المنتدى ان توسيع الاتحاد الاوروبي يفتح افاقا وفرصا جديدة للتعاون بين شمال المتوسط وجنوبه ويقتضي من الشركاء المتوسطيين مزيد تعزيز اندماجهم مع الفضاء الاوروبي ، مشيرا الى ان التعاون المثمر القائم منذ سنوات طويلة بين تونس ودول اوروبا الشرقية التي شملها التوسيع سيمثل خير حافز لمزيد دفع نسق اندماجها مع الفضاء الاوروبي من جهة ودعم اشتراكها مع دول المتوسط في واقع وافاق العلاقات الاورومتوسطية ومستقبل المنطقة المتوسطية عموما. واشار الى ان الاتحاد الاوروبي يمثل احد ابرز التجمعات الاقليمية الفاعلة في الساحة الاقتصادية العالمية لا سيما في ظل سياسة التوسع التدريجي المعتمدة في اتجاه دول اوروبا الشرقية حيث اصبح الاتحاد الاوروبي يضم اليوم 27 دولة تخوض تجربة اندماجية فريدة من نوعها اسست لكيان ارتقى فوق الصراعات والاختلافات القومية والثقافية. واكد ايريك بيسون كاتب الدولة لدى رئيس الوزراء الفرنسى انه لا تناقض بين توسع اوروبا نحو الشرق وبين تعميق علاقاتها مع بلدان المتوسط بل يمكن بتكامل هذين البعدين دخول مسار نشيط للاندماج على الصعيد الاقليمي. وقال ان الكيان المتوسطى يعد بالنسبة الى اوروبا فرصة سانحة ينبغي اغتنامها وشريكا للمستقبل مشيرا الى توفر المنطقة في المستوى الاقتصادى على امكانيات هامة لا مجال لتجاهلها. واوضح ادريانوس كوتسنروتر رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي بتونس ان توسيع الاتحاد الاوروبي الذى يظل خيارا لارجعة فيه يشكل فرصة سواء بالنسبة لاوروبا التي تصبح اكثر قوة على المستوى السياسي والاقتصادى او لبلدان الضفة الجنوبية مع توفر فضاءات جديدة لربط علاقات تعاون مع بلدان اخرى تعتبر الى الان بعيدة وغير معروفة على غرار بلدان اوروبا الشرقية واوروبا الوسطى.