المسرحية ألفها وأخرجها الفنان المرحوم الطاهر فضلاء سنوات السبعينيات وجسدتها فرقة مسرحية في ذلك الوقت، وكانت تحمل عنوان "مشهد على مسرحية عبد الحميد بن باديس وأوثان الاستعمار"، وأعاد اقتباسها وإخراجها محمد دربال تحت عنوان آخر "وقفة مع ابن باديس" تزامنا مع يوم العلم الذي يصادف 16 من الشهر الجاري، وجسدتها خمس مواهب مسرحية هاوية، ثلاثة منها من معهد الفنون الدرامية والأخرى من أعوان الحماية المدنية، هذا إلى جانب الممثل والمخرج باديس فضلاء في دور الراوي. تتحدث المسرحية عن السياسة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر ومشروع الجنرال "موريس فيولت" الذي حكم الجزائر إبان الاستعمار الفرنسي في الفترة الممتدة بين 1925 1927، وكان عضوا قياديا في الحزب الاشتراكي الفرنسي ثم صار نائبا في مجلس الشيوخ بعد استقالته من منصب الحاكم العام وعمل على ترسيخ السياسة الفرنسية في المستعمرات، وعرف عنه اهتمامه بشؤون الجزائر المستعمرة ممّا جعله في خلاف مع الكولون الذين كانت رغبتهم في إيقاف الجزائريين مستعبدين واضحة، لكنه من جهة أخرى ساهم في قمع الحركة الوطنية واضطهاد زعمائها والتضييق على نشاطاتهم مثلما فعل مع الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس، بعد أن منعه من إلقاء خطبة بأحد مساجد مدينة تلمسان في شهر أفريل من سنة 1927، كما منع جريدة المنتقد من الصدور، وكان شديد الحرص على بقاء الجزائر تابعة لفرنسا، وعن هذه الخلفية بادر باقتراح مشروع سياسي يحمل اسمه سنة 1931 يدعو فيه إلى دمج الجزائر في فرنسا للحيلولة دون ضياع الجزائر من يد فرنسا، وهو المشروع الذي قابله عبد الحميد بن باديس بالرفض وبدا رده واضحا جليا في قصيدته "شعب الجزائر مسلم". وخلال نقاش مفتوح بين الصحافة الوطنية والمواهب الفنية التي جسدت العرض، وجه المخرج باديس فضلاء نداء إلى كل الراغبين في اكتساح ساحة الفن المسرحي للتوجه إلى الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وقال إن أبواب قاعة "الموفار" مفتوحة لكل الراغبين في الالتحاق بهذا الميدان، ومن جهتها دعت المواهب الشابة التي جسدت العرض إلى ضرورة الاهتمام بالمسرح الهاوي واقترحوا تأسيس مدرسة للهواة تعمل وفق قوانين معينة خاصة بعد القفزة النوعية التي عرفها المسرح الهاوي في الآونة الأخيرة.