قررت الحكومة الأردنية، أول أمس الاثنين، إلغاء مهرجان جرش للثقافة والفنون، والاستعاضة عنه بمهرجان وطني يقام سنويا تحت مسمى "مهرجان الأردن"، وشكل له لجنة تنسيقية عليا• وستعمل اللجنة على وضع الإطار العام والتصورات اللازمة لإقامة "مهرجان الأردن" خلال موسم الصيف الحالي كمرحلة انتقالية ليصبح مهرجانا سنويا دائما اعتبارا من عام 2009• وكان مهرجان جرش للثقافة والفنون، انطلق في العام 1981 بمبادرة من الملكة نور الحسين رئيسة اللجنة الوطنية العليا للمهرجان آنذاك، ليكون مؤسسة ثقافية فنية غير ربحية تسعى إلى خلق وتنمية الإبداعات الوطنية وتبنيها ومنحها فرصة الاحتكاك بالإبداع العربي والعالمي، إضافة إلى اختيار فعاليات ثقافية وفنية من أرقى الفنون العالمية لإتاحة الفرصة للمواطن الأردني للإطلال على الثقافة العالمية• بيد أن المهرجان قد تعرض في سنتيه الأخيرتين لحملة انتقادات واسعة، جراء ما وصفه متابعون بضعف الفعاليات بشقيها الفني و الثقافي، إضافة إلى استقدامه إلى بعض الفنانين والشعراء الذين لم يرض عنهم جمهور واسع• وحاز مهرجان جرش، الذي أصبح جزءا من التاريخ، على تصنيفا خلال العقد الماضي، وضعه ضمن أبرز المهرجانات العربية• واستقطب المهرجان خلال العقد الماضي عشرات الألوف من السياح العرب، وأثار فعالياته جدلا واسعا، فيما اعتبره الإسلاميون بأنه منافي لقيم المجتمع الأردني• في الوقت الذي سجلت فيه أجهزة الأمن ضبط عدد من القضايا الأخلاقية والتحرشات في أروقة المهرجان، الذي أصبح في فترة من الفترات أهم معلم على خارطة السياحة الأردنية• وأعرب مثقفون عن خشيتهم من أن ينسف المهرجان الجديد "الميراث الذي بناه مهرجان جرش خلال ربع قرن" كان فيها محطة لألمع نجوم الغناء والثقافة في الوطن العربي والعالم• وأبدى هؤلاء استغرابهم من أنهم لم يستشاروا في هذا القرار الذي وصفوه ب"المفاجئ"• بيد أنهم لفتوا إلى أن المهرجان تحول في السنوات الأخيرة إلى "عبء مالي على إدارته من جهة، وعلى الدولة من جهة أخرى" لكونه "لم يستطع أن يعتمد في تمويله على نفسه"•