شكل رئيس الوزراء الروسي الجديد فلاديمير بوتين حكومته محتفظاً بأبرز الوزراء السابقين إبان توليه رئاسة البلاد، ليمنح نفسه بذلك نفوذاً أكبر أمام الرئيس الجديد ديمتري مدفيديف حسب مراقبين ، مما يعزز التكهنات في شأن انتقال مركز القرار من الكرملين إلى البيت الأبيض مقر رئيس الوزراء• وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية ان بوتين أعلن تشكيل حكومته التي تضمنت وزارة جديدة للسياحة والرياضة بعد لقاء قصير جمعه في الكرملين مع خليفته ميدفيديف الذي وقع على مرسوم ينظم عملية "إعادة هيكلة السلطة التنفيذية"• وحظي اللقاء الأول بين ميدفيديف وبوتين في مكتب رئيس الدولة باهتمام خاص، باعتبار أن السجالات المتواصلة في روسيا منذ انتخاب ميدفيديف حول طبيعة توزيع السلطات بين مركزي القرار والصلاحيات التي يتوقع أن "ينقلها" بوتين معه إلى مكتبه في مقر الحكومة دفعت المراقبين إلى البحث عن تفاصيل تظهر طبيعة العلاقة بين الرئيس الجديد ورئيس وزرائه القوي، حتى لو كانت تفاصيل صغيرة• ومن هذه التفاصيل ظهر بوتين الذي استقبله الرئيس الجديد للمرة الأولى بالكرملين أمام كاميرات وسائل الإعلام، في الجانب الأيسر من الصورة والطاولة كما كان يظهر أيام رئاسته ، فيما جلس ميدفيديف مقابله على كرسي خصص سابقاً لضيوف الرئيس• وحسبما يرى المحللون فإن هذه الخطوة على بساطتها تعكس موقف القوة الذي يريد بوتين الحفاظ عليه، ورفضه ما يدل على تبعية للرئيس مدفيديف الذي سرعان ما أقر تعيينات بوتين لوزرائه، فيما أقدم هو شخصياً على تعيينات لا تتناقض بتاتاً مع خط سلفه• وعكست تشكيلة الحكومة الواقع الجديد في مؤسسة الحكم في روسيا، اذ أبقى بوتين التركيبة ذاتها التي عملت معه لسنوات، لكنه أضاف عليها القسم الأساسي من فريقه السابق في الكرملين• واحتفظ وزراء السيادة بحقائبهم من دون تغيير، وعزز وزراء جدد قوة الحكومة للسيطرة على مقاليد البلاد سياسياً واقتصادياً• وغدا رئيس الوزراء السابق فيكتور زوبكوف نائباً أول لرئيس الوزراء، وهو المنصب الذي شغله الرئيس الروسي الجديد، فيما عين إيجور شوفالوف مساعد الرئيس السابق نائباً أول أيضاً لرئيس الوزراء بدلاً من سيرجي إيفانوف الصديق المقرب لبوتين الذي خسر لقب النائب الأول لكنه احتفظ بمنصبه كنائب لبوتين• وكلف شوفالوف ملف الاقتصاد، فيما سيتابع إيفانوف مسؤولية المؤسسة العسكرية والصناعات الحربية•