أشار الدراجي قاسم، المدير العام للمجلة في افتتاحتها المعنونة "خطوتان على طريق الاستمرارية"، إلى أن مجلة مسارات ثمرة من ثمار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، ولن تكون مرتبطة فقط بهذه التظاهرة لأنها ستبقى صامدة، وأن أعدادا أخرى من المجلة ستصدر في كل فصل• اعتبر منير مزليني في مقاله المعنون "لاروكاد" لعيسى شريط: روائية المخرج وسينمائية الروائي، أن رواية عيسى شريط التي نال بها جائزة مالك حداد، تعتبر من الروايات التي عبرت بعمق عن الواقع الجزئري، وأشار صاحب المقال إلى أن المؤلف حاول في هذه الرواية أن يكشف عن إحدى مآسي الفرد الجزائري والمتمثلة في تراجع القيم الجمالية والمبادئ الأخلاقية• ويشير منير مزليني إلى أن أحداث رواية "لاروكاد" لعيسى شريط تدور في حي يحمل اسم "لاروكاد"، أما شخوصها فهي متعددة لكن أسرة التهامي تعد النواة التي تدور من حولها الأحداث• ويشيد صاحب المقال برواية "لاروكاد" ويرى أن الروائي عيسى شريط أضفى على النص الكثير من التقنيات السينمائية، كما وصفها بأنها رواية قاربت أجواء نجيب محفوظ في إيمائها وبنائها واختلفت عنها في تقنياتها وأسلوبها، وكتب منير مزليني عن الرواية في ص 14 "فالرواية تندرج في الإطار الكلاسيكي بعيدة كل البعد عن التجريبية الحديثة، والعوالم المعرفية المستحدثة••"• كتب حميد ناصر خوجة مقالا بعنوان "رابح بلعمري: مسارات روائية" وقام بترجمته خضرون عمر، ويشير حمد ناصر خوجة إلى أن الكاتب الجزائري رابح بلعمري قدم أعمالا سردية وروائية مميزة، فالعمل الأول "الشمس والغربال" والذي صدر عام 1982، سعى من خلاله المرحوم الكاتب رابح بلعمري إلى طرح إشكالية: كيف يمكن للفرد أن يحافظ على هويته وهو يسعى جاهدا لتعلم لغة الآخر الساحرة؟ أصدر بعدها في سنة 1987 رواية "النجم الذي أفل في عيني" والتي يروي فيها حسب ناصر خوجة أناه الآخر الذي يفقد البصر (في سنة 1962 أصيب رابح بلعمري بالعمى)• ويروي أيضا كيف ينقل البطل "حسان" قبيل وقف إطلاق النار للمعالجة في مستشفى مصطفى باشا، حيث يوعد بالشفاء، لكن ذلك لن يتحقق في جزائر أصبحت مستقلة، ويقف "حسان" حسب ناصر خوجة شاهدا في فترة ما بعد الاستقلال على مشاهد الانحراف والصراع من أجل السلطة• ويشير ناصر خوجة إلى أن رواية رابح بلعمري عرفت نجاحا باهرا وكرس بلعمري في مرتبة الروائيين الواعدين، وأنجز بعد روايته الثانية أربع روايات أخرى هي "مأوى من حجر"، 1989 الحائزة على جائزة افريقيا المتوسطية ثم "نساء دون وجه" 1992 والحائزة على جائزة كاتب ياسين الممنوحة من طرف مؤسسة نور الدين عبة، كما كتب مجموعة "الذاكرة في أرخبيل" 1990 والتي تحتوي على ست وعشرين نصا ما بين حكايات وأساطير ونصوص واقعية•