خصصت مجلة ''مسارات'' الصادرة عن مديرية الثقافة لولاية الجلفة، عددها الثاني للرواية الجزائرية وأسئلة القراءة والنقد. وجاءت الدورية لتؤكد جدية المشروع الثقافي في المنطقة... أظهر المشرفون على مجلة ''مسارات''، أهمية عملهم من خلال جديتها وتنوع أقلامها. وكتب قلولي بن ساعد منسق التحرير أن المجلة ''لا تحصر نفسها ضمن توجه واحد ووحيد أو مذهب فكري، بل تفتح الباب واسعا أمام العديد من التوجهات والمشارب الإيديولوجية والفكرية، إذا التزم أصحابها بالجدية والموضوعية في الطرح والتحليل''. ونفي بن ساعد على هذه الدورية أن تكون عملا ثقافيا يطمح لتحقيق الربح السريع، أو يراد منه الدخول إلى ''بيت الطاعة الثقافية''، بقدر ما هي منبر لأصوات الأغلبية المبعدة والجادة. فيما يتخذ الدراجي بلقاسم مدير الثقافة لولاية الجلفة، من هذه الدورية علامة على الصحوة الثقافية في المنطقة وكل الوطن. نقرأ في ثنايا المجلة تفصيل في ملامح ما بعد الحداثة في رواية ''تفنست'' لعبد الله حمادي، يكتبها فيصل الأحمر، الذي يرى فيها نموذج مستقلا للنص الباحث عن التخلص من أقنعة الكتابة القديمة. أما منير مزليني فيصف رواية ''لاروكاد'' لعيسى شريط ب (رواية العامة) التي يتقاطع فيها قلم الروائي مع نظرة المخرج، المجتمعان في شخص صاحب النص. كما يوفر الإصدار، تشكيلة من الأعمال الروائية الجزائرية الأخرى، تكشف للقارئ سر اللعبة السردية عند محمد مفلاح في ''الوساوس الغريبة''، أو أحميدة العياشي في ''ذاكرة الجنون والانتحار''، أو واسيني الأعرج في ''نوار اللوز''. و تحتوي مجلة مسارات الثقافية، التي تعتني بإثارة أسئلة الإبداع الأدبي و الفني و قضايا الثقافة العربية في أبعادها المختلفة، على نصوص لمحمد العيد بهلولي في "سرد على عتاب الصحو"، و قصص قصيرو جداً للقاص محمد رابحي، و بعض الأعمال لقوادري علي ، و عماري أبو الخير و الكثير من الكتاب الموهوبين... و في باب الشعر نجد أعمالاً لكوكبة من الشعراء من "بكاءات على وطني" للشاعر خاضر فضيل "إلى أندلس" لعبد الله الهامل، مروراً بأشعار بمحمد السايح بلبقع و أحمد موفقي و المدني بن عمر و آخرون في مقتطفات شعرية... و خصصت المجلة جانباً منها لذكرى القاص و الصحفي أحمد بن الصغير (رحمه الله) أين نجد نعيق الكروان لصديقه أسامة وحيد، من يقرع أجراس المكان بعدك؟ للناقد قلولي بن ساعد، و أذكريني للراحل أحمد بن الصغير...