قال مدير المكتبة الوطنية الدكتور أمين الزاوي على هامش اختتام الصالون الدولي لكتاب الطفل والناشئة إن هذا التكريم جاء تقديرا للمجهودات المبذولة في مجال الكتابة للطفل، للرد على من يعتبرون أن الطفل في الجزائر انشغل بالتكنولوجيا والترفيه عن الكتاب، فهذا التكريم - حسبه - سيؤكد على أن الطفل الجزائري مازال يهتم بالمطالعة التي اعتبر أنها مسألة حضارية متواجدة في كل وقت وزمان بغض النظر عن التطورات التي يمكن أن تشكل عائقا أمام اهتمام الطفل بالكتاب• مضيفا أنه لابد أن نعتمد على كتاب أدب الطفل سواء في المسرح أو القصص وكل ما يمكنه أن يساهم في توسيع إدراكه وينمي ذكاءه• أشار أمين الزاوي إلى أن المقروئية ليست مسؤولية الطفل بل مسؤولية الأسرة التي يجب أن تقوم بخلق علاقة بينها وبين الطفل تكون مبنية على فكرة إعادته إلى ثقافة الكتاب التي أصبحت تشكل آخر اهتماماته، في ظل التهميش الذي يعانيه الطفل من الناحية الإعلامية مع غياب حصص أو صحف أو مجلات تساهم في التشجيع على ثقافة المطالعة• وأضاف المتحدث أن لجنة التحكيم والتي تكونت من الدكتور حسن العتايبي، مدير عام دار الطفولة بوزارة الثقافة العراقية، الدكتور إسماعيل عبد الفتاح صاحب 600 كتاب للطفل ورئيس دائرة كتب الأطفال بوزارة الثقافة المصرية والكاتب الجزائري الصادق الكبير المتخصص في الكتابة للطفل، واجهت صعوبة كبيرة في اختيار الأعمال التي أهلت أصحابها للحصول على هذا التكريم لأنها موجهة إلى أهم شريحة في المجتمع، ستصبح وبالا عليه إذا لم نحسن الاهتمام بها فكريا وثقافيا، لذا يضيف هذا التكريم هو رسالة للكتاب للاعتناء بالكتاب الموجه للطفل• هذه الأعمال تمثلت في المجموعة القصصية للمؤلف والصحفي الطاهر يحياوي والتي تتضمن 17 سيرة لشخصيات ثقافية وسياسية وفكرية جزائرية تمثل وجوها صنعت تاريخ الجزائر تحمل عنوان "رجال صنعوا الأحداث فكرمهم التاريخ" مثل الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، العلامة عبد الحميد بن باديس، الأمير عبد القادر، الشاعر محمد العيد آل خليفة، الأديب رضا حوحو وغيرهم في محاولة لربط الطفل الجزائري بجذوره التاريخية• والعمل الثاني للكاتب حبيب الله منصوري أستاذ اللغة الأمازيغية في ولاية تيزي وزو لقيامه بترجمة قصة "الأمير الصغير" إلى اللغة الأمازيغية هذه القصة التي ترجمت إلى كل لغات العالم• فتكريمه - حسب الزاوي - هو تكريم لكل الذين يقومون بترجمة الأعمال الكبرى إلى العربية، الفرنسية أو الامازيغية في خطوة جديدة لتمكين الطفل الجزائري من الاطلاع على الأدب العالمي• وقد غاب حبيب الله منصوري عن التكريم لارتباطات أخرى وحضر عنه عبد الحميد بيرك نائب المدير بالمجلس الأعلى للامازيغية والذي اعتبر أن للترجمة دورا كبيرا في إثراء خيال الطفل وتعريفه بالثقافات العالمية• وأخيرا الكاتبة ليندا بالطيب، إطار بالمكتبة الوطنية والتي قامت بإعداد موسوعة علمية للطفل تحمل عنوان "أحب الحيوانات" والتي جاءت في شكل حوار بين الطفل والحيوانات التي يفضلها والتي قالت عنها إنها وسيلة تمكن الطفل من تعلم أسلوب الحوار والمخاطبة إضافة إلى اكتسابه معلومات حول هذه الحيوانات•