إذ يسجل سوق الكاليتوس بالجملة وحده إتلاف ما معدله 3 أطنان من الخضر يوميا، ويبقى الفلاح يتحمل وحده تبعات انهيار السوق، حتى وأن كان قرار الحكومة الأخير القاضي بشراء كميات هامة من البطاطا بسعر 20 دج قد يحفظ ماء الوجه، إلا أن ذلك لا يكفي في غياب ميكانيزمات تصون الفلاح من أزمات السوق وتقلباتها، حسب تعبير العديد من الفلاحين والتجار الذين صادفناهم• قبل سنة من اليوم، صنعت البطاطا حديث العام والخاص، وكانت موضوع أزمة بالجزائر، أسالت الكثير من الحبر في وسائل الإعلام ودخلت قبة البرلمان لتقرر الحكومة آنذاك استيراد كميات هائلة من الأسواق الخارجية، بعد بلوغها سقف 100 دج للكيلوغرام محليا، لكن ما يعيشه سوق الخضروات خلال الآونة الأخيرة من انهيار في الأسعار، لم يسبق له مثيل منذ عشرية كاملة، حسب تعبير تجار الجملة بالروفيقو وسوق الكاليتوس؛ إذ حطمت أسعار الخضر نهار أمس أرقاما قياسية، حيث تراوح سعر البطاطا بالجملة ماين 08 و10 دج للكلغ ، أما الطماطم فقد بلغت 5 دنانير، في حين سجل البصل والجزر سعر 8 دنانير، الباذنجان بمعدل 8 و10 دنانير، أما الخيار فقد بلغ سعره 10 دنانير ، وهو الأمر نفسه بالنسبة للخس، أما سعر القرعة فتراوح مابين 10 و15 دينارا، في حين سجلت الفاصوليا الخضراء معدل 20 دج، في حين يعتبر الفلفل صانع الاستثناء بمعدل 40 و45 دينارا بالجملة• وجدير بالذكر أن أسعار الفواكه لم تنهر باستثناء الدلاع الذي تراوح ما بين 15 و25 دينارا، حسب ما وقفنا عليه في جولتنا الاستطلاعية ، وهي أسعار تزداد انهيارا مع مرور ساعات النهار حسب تعبير العديد من رواد سوق الكاليتوس، خاصة وأن أغلب ممولي السوق ينحدرون من ولايات شرق وغرب الوطن• هذه الوضعية التي استحسنها المواطن نظرا لتناسبها كثيرا مع قدرته الشرائية أدت إلى ركود الحركة التجارية في مجال الخضر والفواكه، حتى وإن كان غالبية ممتهنيها بالتجزئة يمارسون نشاطهم بصورة فوضوية، إلا أنهم فضلوا عدم المغامرة بأموالهم والتوقف مؤقتا عن هذا النشاط الى غاية اتضاح الأمور، حسب تعبير العديد منهم "للفجر"، أما آخر فقال: "أنا أرفض أن أتاجر بهامش ربح 2 دينار" وهو ما يتجلى واضحا عند سوق الكاليتوس في حدود منتصف نهار أمس، حيث تبدو الحركة التجارية شبه مشلولة ، وهو ما أدى الى اتلاف كميات كبيرة من الخضر والفواكه يوميا بأسواق الجملة في العديد من مناطق الوطن، حسب تجار الكاليتوس• 3 أطنان من الخضر تتلف يوميا بسوق الكاليتوس الأرقام التي كشف عنها رئيس دائرة الاستغلال والمراقبة السيد" مستوري يوسف" للفجر، توضح أن ذات المصالح تسجل إتلاف ما معدله 3 أطنان من الخضروات يوميا ، وهي حالات مرتفعة، حسب تعبير ذات المتحدث، مقارنة مع ما كانت تسجله إدارة السوق قبل انهيار الأسعار، حيث تم اتلاف حسب نفس الإحصائيات 3•3 أطنان في الفاتح من جويلية الجاري، تلتها 1•5 و2•8 أطنان في اليومين المواليين، إضافة الى 2•8 أطنان الأربعاء الماضي ، وهو الأمر نفسه بسوق بوقرة وإن لم نتمكن من الحصول على الأرقام، إلا أن منظر الخضر المتلفة والروائح الكريهة المنتشرة بالمحيط توحي بذلك• وحسب تجار الجملة فإن أسباب انهيار أسعار الخضر راجع الى وفرة المنتوج الفلاحي لهذا العام ، لكن سلبيات الأزمة يتحملها الفلاح وحده، خاصة إذا علمنا أنه لا يقبض ثمن منتوجه إلا بعد بيعه من طرف مؤجري المساحات بأسواق الجملة وكأنه مذنب على وفرة الانتاج، حسب تعبير فلاح من عين دفلة جاء الى سوق الكاليتوس عله يتخلص من بضاعته، لكن ما زاد الطين بلة هو غياب أطر ومعايير قانونية تنظم أسعار الخضر والفواكه بالجزائر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ضعف حركة الصادرات الغذائية الجزائرية بما فيها الخضروات والأكثر من ذلك أن المنتجات الصينية خاصة الثوم غزت هي الأخرى الأسواق الوطنية، حسب ما رصدناه بالكاليتوس بسعر 70 دينارا لكلغ ، أمام نظيره المحلي الذي بلغ 75 دينارا•