يعتقد الأردني محمد سناجلة رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب أن اتحاد كتاب الإنترنت العرب حقق إنجازات ملحوظة في الفترة الأخيرة، حيث استطاع أن يجذب عددا كبيرا جدا من المثقفين العرب للانضمام إلى عضويته، ويرى محمد سناجلة في الحوار الذي اجري معه ونشر في جريدة الأهرام المصرية أنه قد كرس مفهوم الثقافة الإلكترونية والأدب الرقمي في كل أنحاء الوطن العربي من خلال هذا الاتحاد على الرغم من حداثة تكوينه. أنشئ الاتحاد في مارس عام 2005، وكان ذلك بفكرة مشتركة بين محمد سناجلة وبين الكاتبين المصريين أحمد فضل شبلول والدكتور السيد نجم والعراقي الدكتور هيثم الزبيدي والكاتبة حياة الياقوت من الكويت، ومجموعة من الكتاب العرب وتداولوا عبر الإنترنت حول ضرورة وجود هيئة ثقافية عربية جديدة تعتني بالأدب والإبداع الرقمي، ومن هنا بدأت الفكرة وتم إنشاء الاتحاد، واخترت رئيسا للاتحاد، واستطعنا بعد جهود طويلة تسجيل الاتحاد في الأردن الذي اتخذ كمقر للاتحاد، لتنجح الفكرة تماما. يشير محمد سناجلة إلى أن اتحاد كتاب الإنترنت العرب قد قطع الآن خطوات كبيرة جدا في مجال تحقيق أهم أهدافه وهي نشر الوعي الرقمي في أوساط الكتاب والمثقفين العرب، فقد أصبحت الكتابة الرقمية - حسبه - والثقافة الرقمية والأدب الرقمي حاليا أمورا معترفا بها في أهم المحافل الثقافية العربية، والدليل على ذلك حسب ما يرى أن مؤتمر الرواية الآن الذي عقد مؤخرا بالقاهرة خصص محورا كاملا للأدب الرقمي وللرواية الرقمية، وهذا إنجاز كبير لم يكن ممكنا قبل سنوات قليلة وبالتحديد قبل إنشاء الاتحاد. ويعتقد رئيس الاتحاد ان موضوع الأدب الرقمي مستهجن على عكس ما يحدث في العالم كله، حيث يهتم العالم بالثقافة الرقمية وبالأدب الرقمي وبالثورة الرقمية عموما، بينما العرب- على الهامش. وقال "ونعتبرها أشياء كمالية وغير ضرورية، أما الآن فقد تغيرت الصورة مع المجهودات الكبيرة التي يبذلها الاتحاد لنشر الوعي الرقمي والثقافة الرقمية والأدب الرقمي على مستوى الكتاب والمثقفين العرب، وأستطيع أن أقول إن الاتحاد يسير في طريقه المرسوم له، ونحن نحقق أهدافنا شيئا فشيئا، رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهنا على أكثر من صعيد". أما عن الأهداف التي يعتزم تحقيقها في المستقبل فهو التركيز على تعميق مفاهيم الثقافة الرقمية عموما والأدب الرقمي على وجه التحديد في الثقافة العربية، وقال "قد أصبح المثقفون العرب يسألون عن طبيعة الأدب الرقمي ويهتمون بالحصول على المعرفة والمعلومات، ومهمتنا في المستقبل ترسيخ هذا الوعي وإنشاء تيار أدبي جديد ونظرية أدبية جديدة تتسق مع العصر الرقمي وروح العصر الرقمي باتجاه تأسيس هذه النظرية التي تأخذ جذور الحضارة العربية الإسلامية بعين الاعتبار وتكون متسقة مع روح الثورة الرقمية في الوقت نفسه، وهدفنا أيضا إنشاء نظرية أدبية ونقدية جيدة، واستكمال باقي هيئات الاتحاد ومؤسساته على أرض الواقع، والمزيد من التفعيل في أوساط الكتاب والمثقفين العرب. بخصوص مدى تأثير الأدب الرقمي على المنسوخ فأشار إلى أن الأدب الرقمي هو تطور طبيعي لمسيرة الحضارة الإنسانية، وكما كان العصر الرقمي هو حالة من التطور الطبيعي لمسيرة الحضارة الإنسانية من العصر الحجري ثم العصر الرعوي ثم العصر الزراعي فالعصر الصناعي وأخيرا العصر التقني، فنحن الآن في العصر الرقمي، كذلك فإن الأدب الرقمي هو جزء متسق مع حركة المسيرة الإنسانية، فهو ليس منقطعا عما سبقه، بل هو مرتبط كلية بما سبق ويؤسس للمستقبل، وكما أن هناك إنتاجا أدبيا رقميا تافها، فكذلك هناك آلاف من الكتب الورقية التافهة والتي يدفع بها أصحابها للمطابع وينفقون عليها لكي تنشر، فالسلبي والإيجابي في الكتابة والنشر موجود في كل العالم وفي كل مكان وزمان، وما يبقى هو الصحيح أما الغث فيذهب هباء. ويعتقد ريس الاتحاد أن تأثير المدونات أكثر على الإعلام، فأصبحنا نشهد إعلاما جديدا مختلفا، وهو إعلام الفرد، ولذلك فقد أثرت على حركة الإعلام العربي أكثر من تأثيرها على الأدب الذي أثرت عليه باعتبارها وسيلة نشر إلكترونية لا أكثر.