أكدت نتائج دراسة امريكية بان الحقن بجرعات عالية من فيتامين "ج" يقلل حجم الاورام السرطانية وسرعة انتشارها بنسبة 5 بالمائة فى المتوسط لدى فئران التجارب. واوضح باحثو معاهد الصحة الامريكية الذين شاركوا في هذه الدراسة ان تاثير فيتامين سى المقاوم للسرطان يرجع الى تكون ماء الاوكسيجين (بيروكسيد الهيدروجين) فى السائل المحيط بالاورام. ولم يوثر فيتامين " ج " على الخلايا السليمة. وقد جعل العلماء هذا الفئران تصاب بسرطان الدماغ والمبايض والبنكرياس بسرعة نمومماثلة للبشر. وأوضح العلماء الذين نشرت دراستهم فى نشرة الاكاديمية الوطنية الامريكية للعلوم ان هناك آليات بيولوجية تتحكم وتنظم بدقة جرعات فيتامين "ج " التى يمتصها الجسم عن طريق الفم ما يحد من تاثيرها المضاد للسرطان الذي يلاحظ فى الجرعات العالية. وأوضح الدكتور "مارك ليفين" المشارك الرئيسى في الدراسة "عندما نتناول يوميا اغذية تحتوي على اكثر من 200 ملغ من فيتامين سي مثل على سبيل المثال برتقالتين وكمية من خضار البروكولى تقوم اليات بيولوجية بمنع الشرايين من امتصاص المزيد منه". ولتخطي هذه القيود الطبيعية قام الاطباء بحقن فئران التجارب المصابة بالسرطان بفيتامين " ج " في العروق او في تجويف البطن. وتمكنوا بذلك من إيصال جرعات كبيرة من هذا الفيتامين تصل الى ما يعادل اربعة غرامات لكل كلغ يوميا. وأعرب الدكتور ليفين عن الامل فى ان "يكون لهذه الجرعات المرتفعة تاثير فعال في معالجة السرطان". ويقوم الفيتامين سي بدور كيميائى حيوي اساسي للصحة ونقصه في الجسم لفترة طويلة يمكن ان يؤدي الى الاصابة بداء الاسقربوط او داء الحفر اي فساد الدماء بسبب نقص هذا الفيتامين، ما قد يؤدى الى الوفاة. ويبدو أن لهذا الفيتامين ايضا خصائص مضادة للاكسدة تحمى الخلايا من الاثار الضارة للايونات الشاردة. وأظهرت التجارب التي اجراها العلماء على 43 نوعا من السرطان وخمس سلالات من الخلايا السليمة لدى الفئران، ان الجرعات المكثفة من فيتامين سي كان لها تأثير مضاد للسرطان في 75 بالمائة من الخلايا السرطانية دون التاثير على الخلايا السليمة. كما أظهرت الدراسة ايضا انه يمكن ايضا حقن البشر بهذه الجرعات العالية من فيتامين "ج".