وقال د. عبد الله النجار عضو المجمع إنه استمع إلى هذه التسجيلات الموجودة على شرائط كاسيت واسطوانات ممغنطة، ورأى أنها تتنافى مع قوله تعالى "وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون". وكانت هذه التسجيلات أنتجت بتصريح من الأزهر، وهي من إنتاج شركة "الراية- رمضان غريب للإنتاج والتوزيع"، ومسجلة بصوت الشيخ وليد أبوزياد، الذي يعمل بمجال الإنشاد الديني في محافظة "بني سويف". وتصاحب التلاوة القرآنية مؤثرات صوتية، تتضمن أصوات حيوانات ورياح وعواصف ومؤثرات أخرى، وتتقدم التلاوة مقدمة تشويقية تصاحبها أصوات تعلو وتتدفق وتقذف في قلوب المستمعين الرعب تارة، بينما يكون إيقاعها هادئا، تارة أخرى، وذلك وفق الجو النفسي للسورة. وفي تلاوته لسورة يوسف وحين يقرأ قوله تعالى: "قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ"، يتلوالشيخ وليد أبوزياد الآيات مصحوبة بعواءً ذئاب. وحين يقرأ قوله تعالى: "وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ"، تسمع صوت صرير الباب وهو يغلق أو يفتح، وهكذا في كافة الآيات المسجلة على الأشرطة والأسطوانات الممغنطة. تغيير في المطلوب الشرعي ويقول النجار "إنه لا يجوز بأي حال من الأحوال، أن يتم وضع مؤثرات صوتية أو موسيقية تصحب تلاوة القرآن الكريم، لأن هذا يتنافي مع قوله تعالى "وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون". فالله لم يطلب من أن نستمع إلى هذه الموسيقى أو المؤثرات الصوتية، أوخلاف ذلك. ولكن يطلب منا أن نستمع إلى القرآن الكريم وأن نتدبر معانيه حتى نستفيد من هذه الآيات في حياتنا الدنيا والآخرة"، معتبراً أن من شأن هذه المؤثرات أن تقضي على مفهوم التدبر وتصرف الناس عن الفهم للقرآن وآياته العظيمة. مسؤولية مجمع البحوث الإسلامية ويشير النجار إلى أن القانون ينص على عدم جواز تداول أي تسجيلات قرآنية على أشرطة أوإسطوانات إسلامية ممغنطة، إلا بعد إجازتها من مجمع البحوث الإسلامية، وهذه هي الحالة الوحيدة التي يجوز للأزهر أن يقوم بمصادرة منتج فني معين. وطالب الأزهر بالتدخل السريع لوقف هذا التعدي والتجاوز على كتاب الله، "لأن هذا من شأنه أن يفتح الباب لكل من تسول له نفسه أن ينال من هذا الكتاب العظيم الوحيد الذي لم يتعرض لتحريف أو تشويه طيلة 14 قرناً من الزمان".