تحية المسجد أيهما أولى تحية المسجد أم الإنصات للخطيب؟ للعلماء في بيان هذه المسألة قولان، الأول للشافعي وأحمد. وأصحاب الحديث قالوا يستحب له الصلاة لحديث جابر رضي الله عنه قال دخل رجل يوم الجمعة المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال:”صليت؟ قال لا: قال: قم فصل ركعتين” أخرجه البخاري ومسلم. القول الثاني: قاله مالك وأبو حنيفة فقد ذهبا إلى أنه يجلس ولا يصلي لقوله تعالى:”وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون” (204 سورة الأعراف).. وحديث “إذا قلت لصاحبك أنصت فقد لغوت”. والقول الأول هو الراجح لقوة دليله ولذلك يقول النووي في شرح مسلم عن حديث جابر: هذا نص لا يتطرق إليه تأويل ولا أظن عالما يبلغه هذا اللفظ ويعتقده صحيحا يخالفه، أما الآية فالخطبة ليست قرآنا ومع هذا فهي مخصصة بحديث جابر وأما الحديث “فقد لغوت“ فهو أمر الشارع فلا تعارض بين أمرين، بل القاعد ينصت وأما الداخل فيصلي تحية المسجد. تقبيل القرآن الكريم عند الإنتهاء من قراءته أرى بعض الناس عندما ينتهون من قراءة القرآن الكريم في المصحف يقبّلونه ويضعونه فوق رؤوسهم. فما حكم الدين؟ القرآن هو الكتاب الكريم والدستور العظيم. أنزله الله على رسوله الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - بواسطة الروح الأمين هدى ونوراً وتبيانا لكل شيء. ومن المتفق عليه وجوب احترام المصحف باعتباره يضم كلام الله عز وجل بين دفتيه، فلا يمسه إلا المطهرون. وبالنسبة لتقبيله ورفعه على الرأس فللعلماء فيه قولان.. فمنهم من منع ذلك، وقد سُئل الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه عن حكم تقبيل المصحف فقال: ما سمعت فيه شيئاً أما الإمام الزركشي فيرى استحباب ذلك قياسا على تقبيل الحجر الأسود في الكعبة ولأن القرآن هدية الله تعالى لعباده فشرع تقبيله. كما يستحب تقبيل الحجر الأسود والذي أراه عدم فعل ذلك اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح. واحترام المصحف وتقديره إنما يكون بالعمل بما فيه. وان يقبل على القراءة بقلبه وعقله خاشعاً متواضعا لله عز وجل خاضعا لعظمته، متدبرا في كل آية يقرؤها فالتدبر روح القراءة.. والذي يقبل المصحف إنما يعبر بطريقته الخاصة عن حبه للقرآن وتقديره له. الشيخ محمد شارف