تعرف منطقة الرحى "بالغيشة" بالأغواط ومنذ بداية الصيف إقبالا كبيرا للعائلات والزوار من شتى ولايات الوطن للاستمتاع بأجوائها الهادئة وهوائها النقي واكتشاف آثارها من خلال المناظر الطبيعية الخلابة والشلالات وبقايا القصور التاريخية العتيقة الموجودة بها. وتستقبل "الرحى" مع نهاية كل أسبوع ما معدله 800 عائلة في اليوم حسب وكالة الأنباء الجزائرية يضاف إليها الزائرون في إطار الرحلات الخاصة بالتنظيمات الطلابية والجمعيات السياحية من أرجاء الوطن لاسيما الولايات المجاورة كالجلفة وغرداية والبيض علاوة على المخيمات الصيفية المحلية لفرق الكشافة الإسلامية الجزائرية. وتبعد منطقة الرحى عن بلدية "الغيشة" بحوالي 2 كيلومتر وهي عبارة عن مكان فسيح به شلالات مائية وسلسلة جبلية وأشجار متنوعة وصخور عملاقة عليها رسومات ونقوش تجسد نمط الحياة البدائية للإنسان وبنايات وقصور قديمة. وقامت السلطات المحلية بتأطير المكان عن طريق تخصيص مجموعة من الشباب لتوجيه السياح وحفظ الأمن لهم وللوازمهم وكذا تقديم شروحات حول النقوش الصخرية ومراقبة الأطفال أثناء السباحة في مصب الشلالات. كما استطاعت الرحى من خلال هذا التوافد الهائل عليها أن توفر فرص عمل للشباب البطال حيث أضحت فضاء رحبا للتبادل التجاري وممارسة عديد المهن كطهي الوجبات السريعة وتقديم مختلف الخدمات. ومن المنتظر أن يتم قريبا تعبيد الطريق المؤدي إلى الرحى وتهيئتها في انتظار بناء مركب سياحي يحتوي على كافة مرافق التسلية والترفيه مع منحه للخواص قصد الاستغلال الأمثل للموقع من الناحية الاقتصادية والحفاظ عليه كمعلم تاريخي وحضاري. وبالإضافة إلى طبيعتها الساحرة تزخر الغيشة بعدة آثار لقصور ومنازل قديمة ورسومات يعود تاريخها إلى العصر الحجري بالإضافة إلى أنها تشتهر بالحدائق وإنتاج الخضر والفواكه لتبقى تحتفظ بكامل إغراءاتها الاستثمارية لكي تكون قطبا سياحيا رائدا.