قاعة الصلاة الكبرى بمساحتها ال000 . 20 متر مربع تتسع ل 25 ألف مُصلٍ إضافة إلى 80 ألف في الباحة. كما يتوفر المسجد علي تقنيات حديثة منها السطح (سطح المسجد) المتحرك أوتوماتيكيا ( للفتح و الإغلاق). وينظر إلى مسجد الحسن الثاني على أنه ثاني أكبر مسجد بالعالم، مئذنته أندلسية المقطع ترتفع 210 متر و تعتبر أعلى بناية دينية في العالم. لما زرت المغرب ونزلت ضيفا على صديقي المغربي المقيم بمدينة سلا المحاذية للرباط كان أول ما طلبت منه هو زيارة القصر الملكي ورؤيته عن قرب ومسجد الحسن الثاني لما سمعت عنه كثيرا، وكانت وجهتنا الدار البيضاء القابعة على المحيط الأطلسي وهناك هزنا الإنجاز بضخامته وبشكله وهندسته وبالتقنيات التي وضعت لخدمة المسجد التحفة طيلة مدة إنجازه التي استمرت لسبع سنوات يتألف هذا المسجد التحفة من قاعة الصلاة التي تسع خمسة وعشرين ألفا من المصلين ومن ثمانية و سبعين عمودا يلتقي فيها الحجر السماقي والمرمر و يلقيان ببريقهما نحو القاعة الفسيحة التي تعلوها سبعون قبة تغطيها قراميد خضراء زمردية اللون الذي يرمز في البلاد الإسلامية إلى الطمأنينة الروحية. و قد استعملت التكنولوجيا إلى أقصى الحدود خدمة لصناعة البناء و للصناعة التقليدية المغربية القديمة و المتجددة على الدوام. و هكدا فإن رافعة الأثقال التي تعتبر أعلى رافعة في العالم قد صيغت لتتناسب مع العلو الكبير للصومعة ذات الفانوس والجامور اللامعين، البالغ ارتفاعها مائتي متر. و استعمل اسمنت ضوعف مفعوله أربعة أضعاف لإقامة صومعة لا مثيل لها. لقد أكدت الصناعة المغربية التي ما فتئت تحقق حلمها الإبداعي المتجدد على يد صناع مهرة، حضورها الفاعل من خلال الخشب المنقوش والجبس ذي الرسوم الهندسية القيمة و الزخارف العربية و خطها البديع، كل ذلك يكشف ببلاغة تغني عن الكلام عن روعة الإنجاز ورقة خيوطه الزاهية، كما يشير إشارة لطيفة إلى الماضي بأحلى ذكرياته. كل هذا لا يذكر بشيء و إنما بشيء ما ، من حيث كونه ينتج أشكالا أنيقة أناقة روحية لانهائية لكن ملموية. لن نتحدث عن هده الروائع التي تبهج النظر ولا عن ألوف اللطائف الممزوجة باكتشافات و ابتكارات، و إنما عن صفوف الزليج البهية التي تشبه ما صنع لتزيين الصومعة واسمنتها. و إلى جانب الألوان الكلاسيكية اعتمدت ألوان جديدة مزركشة مخضرمة تتلألأ في خيلاء، إنها تنتصب شاهدة على روح الإبتكار التي تميز بها صناع أبوا في نهاية القرن العشرين إلا أن يعملوا على إحياء و تجديد التقاليد الإبداعية لفننا المغربي الأصيل. و بلغ امتزاج القديم و الحديث ذروته في سقف قاعة الصلاة التي تم إحكام تزويقها بصبر و أناة ملحوظين، ناهيك أن هذا السقف ينفتح آليا في ظرف خمس دقائق فترخي الشمس أشعتها على هذا المجال و تجعل منه تكملة للبهو الفسيح المتصل به و الذي يتسع لما لا يقل عن ثمانين ألف شخص. لم يكن هدا الإمتزاج وليد المصادفة، بل جاء نتيجة لتجارب تراكمت عبر الأحقاب و العصور، و مندرجا في سياق إحياء الثرات الأندلسي و تجديده. إن مسجد الحسن الثاني هو ثمرة لمجموعة متلاحقة من البنايات و المنشآت الإسلامية، و بخاصة منها المغربية. و هو يستمد نبله و مظاهره الجميلة من جامع القرويين بفاس، ذلك الجامع الدي يبلغ من العمر أكثر من ألف سنة، كما أنه يرث كثيرا من رونق صومعة حسان بالرباط، و صومعة الكتبية بمراكش، و الخيرالدة بإشبيلية و جميعها أقامها السلطان الموحدي يعقوب المنصور. و تشترك المدارس المرينية مع مسجد الحسن الثاني في توفر كل منهما على خزانة. لكن المتحف الدي يعتبر امتدادا للخزانة يجعل منه مركبا ثقافيا حقيقيا يضفي ثراء على مجموع البناية و هي تؤدي رسالتها الدينية الخالدة. نشير أيضا أن صدى رجعه بعيد، مسموع في كل جهة من الدارالبيضاء و في داخل البحر على بعد ثلاثين كيلومترا، صدى نهاري و ليلي يبثه شعاع ليزر من أعلى الصومعة المشير إلى و جهة القبلة. و تلك ميزة لا نظير لها، فما سبق من المساجد يعطينا المثل إلهاما لا تطبيقا. و كان لزاما اللجوء إلى تقنية متقدمة في هذه الهندسة الغنية بأساليب جديدة كطريقة مثلى لامتلاك ناصية ورش مساحته تسعة هكتارات