قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن تحديث القوات المسلحة الروسية أصبح من الأولويات الرئيسية رغم النصر الذي حققته هذه القوات على نظيرتها الجورجية في الحرب القصيرة التي اندلعت بينهما الشهر الماضي.وخلال اجتماع عقد أول أمس مع كبار المسؤولين العسكريين في الكرملين تعهد ميدفيديف بالعمل على إعادة تجهيز قوات بلاده "بشكل متواصل ومدقق"، مشيرا إلى أن الحملة الروسية في القوقاز كشفت عن مشكلات تتعلق بأسلحة الجيش وعتاده، وكان الرئيس السابق فلاديمير بوتين -الذي يشغل حاليا منصب رئيس الوزراء- استثمر الكثير من الجهد والمال لتطوير الجيش الروسي الذي عانى من الإهمال وسوء التمويل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وعاد الجيش الروسي إلى الواجهة مجددا بعدما تدخلت موسكو لمساندة إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الساعيين للانفصال عن جورجيا ولم تعبأ في هذا الصدد بالانتقادات الغربية، ما خلق أجواء ذكرت بالحرب الباردة.على الصعيد السياسي أعلنت الأممالمتحدة على لسان أمينها العام بان كي مون، استعدادها لإرسال بعثة استطلاع إلى جورجيا وكذلك تسهيل الحوار بشأن منطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. من جانبه أعلن الرئيس الروسي عن محادثات ستجرى في جنيف منتصف الشهر المقبل بشأن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللتين اعترفت موسكو باستقلالهما وتشدد على أن يشارك مندوبون عنهما في هذه المحادثات.في الوقت نفسه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المراقبين الإضافيين في القوقاز ليسوا مخولين التوجه إلى أراضي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وإنما سيتم نشرهم في المناطق الحدودية بالإقليمين، مشيرا إلى أن وحدات عسكرية روسية منتشرة في هذه المناطق تقوم بتوفير الأمن. وكان لافروف استبعد إرسال مراقبين من الاتحاد الأوروبي إلى الإقليمين، وهو ما يتعارض مع ما قاله الرئيس الدوري للاتحاد الأوروبي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ومن جهته حث الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي حلف شمال الأطلسي "الناتو" على عدم التخلي على بلاده في مواجهة روسيا، واعتبر ساكاشفيلي أن "إبداء مظاهر الضعف" من شأنه عدم إنهاء ما وصفه بالاعتداء الروسي، متهما موسكو بغزو الأراضي الجورجية من أجل إبقاء الجمهوريات السوفياتية سابقا خارج حلف الناتو.