قال مسؤولون إسرائيليون يوم الاثنين إنه ليس من المستبعد توجيه ضربة عسكرية إلى منشآت إيران النووية، وإن كل الخيارات ما زالت مطروحة في إطار الدفاع عن النفس. يأتي ذلك إثر تصريحاتٍ للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بأن إسرائيل لن تقدم على مهاجمة إيران. ومن جهته استبعد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تعرض بلاده لأي هجوم من أية دولة كانت، مطالبا في الوقت ذاته القوات الأجنبية التي تقودها الولاياتالمتحدة بمغادرة المنطقة. وقال نجاد أمس في خطاب موجه للشعب الإيراني بمناسبة ذكرى الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت عام 1980 لا توجد قوة تجرؤ على التفكير بشن هجوم عدواني على إيران اليوم، لأن إيران لديها القوة والخبرة. وأضاف أن القوات المسلحة الإيرانية جاهزة لمواجهة القوى الظلامية، وإذا أراد أي أحد إطلاق رصاصة علينا من أي مكان سوف نقوم بقطع يديه. وطالب نجاد -الذي توجه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة- القوات الأجنبية بالرحيل عن المنطقة. وقال مخاطبا تلك القوات: ننصحكم بالعودة إلى بلادكم، فمنطقتنا لن تقبل مطلقا وجود الأجانب. وتابع في خطابه: كما رأيتم في العراق وأفغانستان فإن الناس ضد وجود القوات الأجنبية، ومن المستحيل أن تحقق هذه القوات الاستقرار بالمنطقة. وأعقب خطاب نجاد عرض عسكري يجرى سنويا بمناسبة الحرب مع العراق التي امتدت ثماني سنوات، كما تزامن الخطاب مع انطلاق المناورات العسكرية البحرية بين إسرائيل والولاياتالمتحدة. وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي قد أعلن يوم الاثنين أن احتمال توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية ما زال قائما دفاعا عن النفس. وفي إطار التصعيد الصهيوني قال مسؤولون إسرائيليون يوم الاثنين إنه ليس من المستبعد توجيه ضربة عسكرية إلى منشآت إيران النووية وإن كل الخيارات ما زالت مطروحة في إطار الدفاع عن النفس، يأتي ذلك إثر تصريحات للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بأن إسرائيل لن تقدم على مهاجمة إيران. وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال غابي أشكينازي خلال مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي ردا على سؤال ما إذا كانت إسرائيل يمكنها شن هجوم أم لا إذا شعرت بتهديد من طهران إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها وإن كل الخيارات تبقى مطروحة. من جهته قال داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي إن كلام ميدفيديف بالتأكيد ليس ضمانا، مضيفا أنه مع كل احترامي لا أعتقد أن الرئيس الروسي مخول الحديث نيابة عن إسرائيل وبالطبع لم نستبعد أي خيار ضد إيران. وكان الرئيس الروسي قد قال في لقاء مع قناة سي أن أن التلفزيونية الأمريكية إن إسرائيل لا تخطط لضربة عسكرية ضد إيران، واصفا مثل هذا الهجوم بأنه أسوأ شيء يمكن تصوره. وأكد ميدفيديف أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز تعهد خلال اجتماع معه في أوت الماضي عندما زاره في سوتشي بأن إسرائيل لا تعتزم توجيه أي ضربات لإيران، قائلا نحن بلد مسالم ولن نفعل ذلك. وأضاف أنه من شأن مثل هذا الهجوم أن يؤدي إلى كارثة إنسانية وعدد ضخم من اللاجئين ورغبة من إيران في الانتقام ليس فقط من إسرائيل كي أكون صريحا ولكن من دول أخرى أيضا. وتابع ميدفيديف حسب نسخة من المقابلة وزعها الكرملين لكن زملائي في إسرائيل أخبروني بأنهم لا يعتزمون التصرف بهذه الطريقة وأنا أثق بهم. وكانت أنباء قد راجت عن زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتتنياهو الشهر الحالي وربما مسؤولين آخرين لموسكو بهدف الضغط على روسيا كي لا تبيع لطهران أنظمة أس 300 المضادة للطائرات أو لإبلاغ الكرملين بمخطط لضرب إيران. وكانت روسيا وقعت اتفاقا السنة الماضية لبيع أنظمة أس 300 لإيران، وهي خطوة أربكت إسرائيل لأن هذه الصواريخ ستعزز قدرة طهران الدفاعية، لكن لم يعلن حتى الآن عن تسليم هذه الأنظمة. وقال ميدفيديف في هذا الخصوص إن روسيا لها الحق في بيع أسلحة دفاعية لإيران، مضيفا أن العقوبات غالبا ما تكون غير مجدية وأنه ينبغي عدم اتخاذ أي عمل ضد طهران إلا كخيار أخير.