تعهد رؤساء أركان بلدان حلف شمال الأطلسي بدعم جورجيا في نزاعها مع روسيا، لكنهم استبعدوا العودة إلى سيناريو الحرب الباردة، وأوضح رئيس اللجنة العسكرية للحلف الأطلسي جيامباولو دي باولا أن "اجتماع رؤساء أركان الدول الأعضاء بالحلف في صوفيا بحث العواقب الإستراتيجية لما حصل أخيرا في القوقاز". واعتبر دي باولا أن المهم الآن هو ضبط النفس والإحجام عن التصرف عاطفيا، على حد تعبيره. وأعلن دي باولا أن لجنة الحلف الأطلسي وجورجيا التي أنشئت بعد الخلاف بين هذه الجمهورية السوفييتية السابقة وروسيا "ستؤكد دعم الأطلسي لجورجيا" عندما تتوجه اليوم إلى تبليسي، كما أشار إلى أن جورجيا عضو في مجلس الشراكة الأوروبية الأطلسية، قائلا أن التعاون والمساعدة المقدمة إلى جورجيا "لا تسقط من السماء". من جهة ثانية اتهم مسؤول في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا القوات الروسية بمضايقة مراقبي المنظمة لدى قيامهم بمهمتهم في جورجيا وخصوصا في أوسيتيا الجنوبية، كما جاء في تقرير تسلمته المنظمة هذا الأسبوع، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المسؤول الذي لم تسمه أن هناك "صعوبات على صعيد حرية التحرك"، مشددا على أنه لا يمكن التحدث مع ذلك عن "عقبات". كما أوضح أن الوضع يتطور باستمرار وأن المراقبين يسمح لهم أحيانا بالتوجه إلى بعض المناطق، وخصوصا عاصمة أوسيتيا الجنوبية، تسخينفالي، وأحيانا لا يسمح لهم. وكانت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضم 56 دولة قد وافقت في منتصف أوت على إرسال 20 مراقبا عسكريا إضافيا إلى جورجيا للإشراف على وقف إطلاق النار المعقود مع روسيا، يشار إلى أنه بموجب اتفاق لتسوية الأزمة أبرم في الثامن من سبتمبر الجاري بين روسيا والاتحاد الأوروبي، يتعين على القوات الروسية الانسحاب من الأراضي الجورجية في العاشر من أكتوبر المقبل. وبالإضافة إلى مراقبي منظمة الأمن والتعاون، سينتشر 200 من مراقبي الاتحاد الأوروبي، في هذه الأثناء أعلن منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي "خافيير سولانا" أن الاتحاد لديه تعهدات كافية من الدول الأعضاء لتشكيل فريق من المراقبين قوامه 200 شخص ونشره في جورجيا قبل بداية الشهر المقبل، وعبر سولانا عن ثقته بالتزام روسيا بالموعد النهائي لسحب قواتها وهو العاشر من الشهر القادم. كما استخدم سولانا لهجة تصالحية حيث قال أنه سيكون هناك أوروبيون في كل مكان في جورجيا بموجب اتفاق يوم الاثنين الماضي سواء مع فريق الاتحاد الأوروبي أو مراقبي الأممالمتحدة في أبخازيا أو مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حيث تنشر بعثتها لمراقبة وقف إطلاق النار في أوسيتيا الجنوبية، ونفى المسؤول الأوروبي فكرة أن الصراع يهدد بتجدد مشاعر الحرب الباردة بين روسيا والغرب, قائلا "لسنا في الحرب الباردة لن نعود على الإطلاق إلى الحرب الباردة لا يرغب أحد في ذلك ولا يحتاج أحد لذلك". وكانت القوات الروسية قد انسحبت من المنطقة الواقعة حول ميناء بوتي الجورجي بالبحر الأسود قبل يومين من الموعد النهائي وهو 15 سبتمبر المحدد للمرحلة الأولى لانسحاب توسط فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نيابة عن الاتحاد الأوروبي. على صعيد آخر اتهمت أوكرانيا روسيا بتقويض استقرارها، ووصفت طموحها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي بأنه "راسخ"، وقال بيان للخارجية الأوكرانية أن "محاولات روسيا تقويض استقرار الوضع في أوكرانيا لن تنجح"، يذكر أن أوكرانيا تتخوف من وقوع شبه جزيرة القرم الناطقة باللغة الروسية تحت نفوذ موسكو، على غرار منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وكان عدد من المسؤولين الأوروبيين قد اعتبروا أن القرم قد تصبح هدفا لهجوم روسي جديد بعد جورجيا، وهو الأمر الذي تنفيه موسكو.