اختتمت مساء أول أمس فعاليات معرض الصور للشاعر العالمي بابلو نيرودا الذي دام أسبوعا كاملا ببهو دار الثقافة بمدينة بجاية ، وسط حضور معتبر لرواد الدار و عشاق الكلمة الموزونة ومحبي أعمال الشاعر الشيلي . نزل منذ أسبوع معرض الصور الخاص بالشاعر العالمي بابلو نيرودا ضيفا على مدينة بجاية بعد أن جاب عددا من المدن الجزائرية كانت بدايتها ولاية بومرداس، حيث استقطب المعرض الذي نظمته مديرية الثقافة لولاية بجاية جمهورا غفيرا سافرت به الصور المعروضة حول المناضل والشاعر العالمي بابلو نيرودا إلى مراحل حياته الحافلة بالنشاط والنضال وكذا المشاكل الكبيرة التي واجهها في حياته من أجل صقل شخصيته العالمية التي فرضها كفنان ذو حس مرهف ومن خلال أشعاره التي دافع من خلالها على الإنسانية، الديمقراطية و حق الحياة للشعوب المستضعفة. وهو الأمر الذي دفعه إلى انتهاج طريق النضال والديبلومايسة للوصول إلى مبتغاه، وهو ما يتضح جليا عند العودة إلى السيرة الذاتية المعروضة ، هذا إلى جانب بعض دواوينه و كتاباته . للتذكير فإن الشاعر بابلو نيرودا المولود عام 1904 بالشيلي ، بدأ كتابة الأشعار في سن ال13 ، قبل أن يصدر أول كتاب له بعد 6 سنوات تحت عنوان"الغروب" ، ليتبعه بديوان من 20 قصيدة. وإلى جانب حياته الفنية، فإن بابلو كان ناجحا في حياته المهنية من خلال تقلده لمنصب القنصل في عدة بلدان أمريكا الجنوبية ممثلا لبلده الشيلي ، ليحط الرحال عام 1932 بإسبانيا كسفير لبلده، التقى هناك الأديب فريديريكو فارسيا لوكا، الذي تأثر به كثيرا قبل أن يتم اغتياله من طرف الحكم العسكري تحت رئاسة فرونكو الذي وصل إلى سدة الحكم عن طريق انقلاب عسكري ، دفع ببابلو إلى إنشاء جمعية مساندة للمثقفين الاسبان المضطهدين ، قبل أن تتعرض بلاده بدورها إلى انقلاب عسكري عجل بهروبه إلى المنفى عام 1952، كتب خلاله النشيد العام، الذي توج خلاله بعدة أوسمة و جوائز عالمية. تم اختياره مع عودته إلى الشيلي رئيسا لاتحاد الكتاب، و في ظل عودة الحكم إلى الاشتراكيين تحصل بابلو على جائزة نوبل للآداب عام 1972 ، قبل أن تنطفئ شمعة الفكر والثقافة مجددا بعودة الحكم إلى العسكريين عن طريق انقلاب دموي قاده الجنرال بينوشي، الذي حاول اغتياله لولا نجاحه في الهروب والفرار بحياته. واصل من منفاه نضاله بالكلمة إلى غاية عودة الديمقراطية مجددا إلى بلده الشيلي .