أظهرت دراسة أمريكية أن الضوضاء والأصوات التي تسببها السفن الضخمة التي تمخر عباب البحار و المحيطات تشكل خطرا كبيرا على الثدييات البحرية وتمنعها من تغذية صغارها. وأوضح العلماء أن الثدييات البحرية مثل الحيتان والدلافين لم تعد تواجه فقط أخطار الصيد وملاحقتها في بحار ومحيطات العالم بل تعدى ذلك الخطر إلى الأصوات التي تصدرها السفن الضخمة التي تؤثر على الاتصالات فيما بينها. وقال العلماء الذين أعدوا هذه الدراسة إن الحيوانات البحرية الثديية تعتمد على الأصوات كوسيلة للتخاطب بينها وللتحرك من موقع إلى آخر ومعرفة طريقها وكذلك للبحث عن الطعام مشيرين إلى أنه "عندما نزيد مستوى الأصوات في المحيطات فإننا ننقص بذلك قدرتها على البقاء". و أضاف العلماء"إن الأصوات الصادرة عن السفن والمحيطات وكذلك النشاطات البشرية الأخرى في هذه المناطق ازدادت 10 ديسبل (وحدة قياس الصوت) ما بين عام 1950 و 1975 وبزيادة قدرها 900 بالمائة عما كان عليه الأمر قبل نحو 25 سنة. وأشار هؤلاء إلى أن السفن العملاقة التي تسير بسرعة 17 عقدة في الساعة (حوالي 31 كيلومترا) تحدث أصواتا تقدر قوتها بنحو 200 ديسبل أي ما يوازي صوت طائرة ركاب عند الإقلاع. وأضاف هؤلاء إن هذا كاف لإصابة الكثير من الثدييات البحرية بالصمم وتعطيل اتصالاتها والتأثير على تغذيتها وتكاثرها، ما قد يسبب كارثة بيئية على المدى المنظور.